سخطوا كما زعمت وشاتك أم رضوا
ما بال ربات الحجال وذوات اللطف والدلال برزن من خدورهن غضابى، وأوسعنني لوما وعتابا، وفتحن علي حربا أعدى من حرب البسوس، وأظلم من يومي سعد وبوس، وما أتيت ضدهن بمنكر، ولا ارتكبت في حقهن ذنبا لا يغفر؟
أو ماذا رأين في مقالتي «المرأة والرجل وهل يتساويان؟» من قصد التحامل عليهن والإجحاف بحقوقهن ، حتى نفخن في البوق، وهجن بنات جنسهن في الأقطار، وتألبن علي جماعات متفقات لأول مرة، وتربصن في مناوأتي تربص الآساد ، وعهدي بهن أنفر من الظباء، وأنا لم آت فيهن إلا بما قرره الواقع وشهد به الحال؛ انتصارا لهن من القوم الظالمين؟
أقصرت في مدحهن، أم لم أبالغ في وصف محاسنهن، أم لم أعترف بحقوقهن؟ ألست القائل فيهن: «وبروا لها أقلاما أقوم من قدود الهيف إذا أخجلت سمر القنا، وطعنوا بها طعنات أوقع من لحاظهن إذا رنت سهامها في القلوب.» أفلا يعجبن بهذا الإطراء؟ أولست القائل أيضا: «ولا يبخسها هو (أي الرجل) حقا اعترف لها به مقامها في الهيئة الاجتماعية، متقاسمين الأعمال كل منهما في دائرته غير متطاول إلى دائرة سواه؛ وبذلك يتم نظام العائلة البشرية، التي هي أم الاجتماع الإنساني.» أفلا يرضين بهذه المساواة؟
على أني أجلهن عن أن أنزلهن منزلة من يقول: «إن النساء لا يرضيهن شيء.» ولعل في الأمر دسيسة يد مبرقعة، وما هي بذات برقع (سامحها الله)،
2
افترت علينا ذلك، فاقتضبت عباراتي، وحولت إشاراتي، وأبدلت قولي، وغيرت منقولي اعتداء علي وتملقا لهن، وصلت بيننا نار هذه الحرب، وهن منها، يشهد الله، براء، وأنا لست منها في شيء، بل تراني أقدم فيها رجلا وأؤخر أخرى، وإلا فهن أرفع من أن يعددن تقرير الواقع تحاملا والإنصاف إجحافا.
قد وقع الصلح على غلتي
فاقتسموها كارة كارة
لا يدبر البقال إلا إذا
অজানা পৃষ্ঠা