القسطنطينية، في 21 أكتوبر سنة 1876
المقالة التاسعة والأربعون
صدى النفوس:
1
ورجع الصدى
هي قصيدة بعثت بها إلى الهلال، وقد ضمنتها رأيي في اقتراح الهلال على الشعراء: «إن الدين جزء من الوجدان، وأكبر تعزية لبني الإنسان.» وصدرتها بمقدمة في الشعر والشعراء، قلت فيها:
كلمات أملاها علي اقتراح الهلال، تكاد تكون غير مقفاة، ليس لها من رنة الروي ما ألفته الأسماع العادية من تناسب الوقع، والروي للشعر العربي كالموسيقى للغناء، فإن لم تبلغ في إجادة المبنى حد الإفادة في المعنى، فهي لغير شاعر.
شعر ليس له من صناعة النظيم غير الوزن، عاطل من كل جمال إلا حلي الحقيقة، ولكن الحقيقة فيما يقال ليس لها جمال الخيال. فإن فعل في البعض فعل الوباء في الجرذ، فالأطباء كالأنبياء أرسلوا رحمة للعالمين.
موضوع ينبو الفهم عنه، وليس يلزم أن يكون سليما. ولقد قال أحد الحكماء: «إذا قرأت شيئا ولم تفهمه فافحص فهمك أولا، واحذر أن يخونك العلم إذا صدقك الفهم.»
صوت من بين ملايين الأصوات، هل يجزع منه؟ وإن لم يضرب على وترها، فهل يفقدها لذة نغمها؟ وهل تكدر نقطة صفاء البحر العظيم إذا وقعت فيه؟ وإن كدرته فما أعظم حمأته!
অজানা পৃষ্ঠা