لقد لزمتني والشقا منذ خلقتي
فصرت ألوفا للشقاء وللضنى
أكاد إذا ما فارقاني لحظة
أشك بوجداني وأنكرني «أنا»
كأني وما بي صرت عكس بني الورى
ففي صحتي دائي وفي راحتي العنا
المقالة السابعة والأربعون
إن من العلم لسحرا
1
كلما زاد الإنسان علما زاد تفننا في العمل، فلا غرو إذا كنا نرى في عصرنا هذا، على ما هو عليه من التدقيق في العلوم والإتقان في الصناعات، أمورا يصنعها البعض، ويشكل كشف سرها على كثيرين، فيتقبلها بعضهم كأمور روحانية، ويحل بها الوهم عنده محل الحقيقة مع أنها ضرب من الشعوذة التي لا طائل تحتها، والموجودة عند جميع الشعوب، ولكن على صور مختلفة تناسب روح كل شعب، وكلها إما من باب صناعة استخدام القوى الطبيعية بطريقة محكمة التوقيع، وإما من باب الخفة. ومن هذا القبيل الكتابة الروحية التي يدعي أصحابها أنها من صنع الأرواح، والتي كثيرا ما يتحدث بها القوم في مجالسهم كأنها من البراهين القاطعة على صحة ما يدعون. والغريب في ذلك هو أن هذه المسألة اخترقت صفوف العامة، ودخلت إلى قاعات العلماء، وجرت المباحثة فيها علميا في الجمعية العلمية الإنكليزية، وشوشت أفكار البعض، حتى تعرض أخيرا لكشف هذا السر العلامة لنكستر، أستاذ طبائع الحيوان في مدرسة لندن، فأدركه، وهاك البيان.
অজানা পৃষ্ঠা