191

فلم أر قبل جذعك قط جذعا

تمكن من عناق المكرمات فقام الصاحب فعانقه وقبل فاه، وأنفذه إلى العضد، فقال: ما حملك على مرثية عدوي؟ فقال: حقوق سبقت، وأياد مضت؛ فجاش الحزن في قلبي فرثيت، فعفا عنه، وأعطاه فرسا وبدرة، ومنهم الفقيه الأديب: عمارة بن علي اليمني صلبه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب سابع سبعة من أعيان مصر، والقصة مشهورة، ومما رثي به الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي -عليهم السلام-،قول الأنباري :

أبا الحسين أثار فقدك لوعة

من يلق ما لاقيت منها يكمد

فعرى السهاد ولو سواك رمت به

الأقدار حيث رمت به لم يسهد

[فعبرت بعدك كالسليم وتارة

أحكي إذا أمسيت فعل الأرمد]

ونقول: لا تبعد وبعدك ذاويا

وكذاك من يلق المنية يبعد

كنت المؤمل للعظائم والذي

يرجى لأمر الأمة المتأود

فقتلت حين نضلت كل مناضل

وصعدت في العلياء كل مصعد

وطلبت غاية سابقين فنلتها

بالله في سنن كريم المورد

وأبى إلهك أن تموت ولم تسر

فيهم بسيرة صادق مستنجد

والقتل في ذات الإله سجية

منكم وأخذ بالفعال الأمجد

والوحش آمنة وآل محمد

ما بين مقتول وبين مطرد

[نصبا إذا ألقى الظلام ستوره

رقد الحمام وليله لم يرقد]

ياليت شعري والخطوب كثيرة

الأسباب موردها وما لم يورد

ما حجة المستبشرين بقتله

بالأمس أوما عذر أهل المسجد وقال الصاحب الكافي:

পৃষ্ঠা ২৮৫