ধর্মের অতীত: একটি সম্পূর্ণ বিশ্বের জন্য নৈতিকতা
ما وراء الأديان: أخلاقيات لعالم كامل
জনগুলি
إن الغرض الأساسي من تمارين التدريب العقلي التي كنت أصفها، لا سيما من منظور الأخلاق العلمانية، هو أن نصبح بشرا أهدأ، ونتمتع بدرجة أكبر من الرأفة والفطنة. بالرغم من ذلك، يمكن لهذه التمارين أن تفيدنا في حياتنا اليومية بطرق أخرى أيضا. إحدى هذه الطرق على وجه التحديد أننا حين نحرز تقدما في الممارسة، تتشكل لدينا درجة من الاستقرار في أذهاننا فنصبح أقل عرضة للمغالاة في الإثارة أو الاكتئاب؛ ومن ثم تساعد في حمايتنا من إجهاد المرور بتقلبات الحياة على نحو حاد. هذا لا يعني أنها تخدر العقل. ما أقصده أنها تكبح جماح الإفراط. فالتدريب العقلي لا يمنعنا من اختبار الحياة بكل ما فيها، لكنه يساعدنا على أن نكون أكثر اعتدالا في ردود أفعالنا. قد يبدو هذا على أنه الطريق لحياة مملة، لكن إذا فكرنا للحظة فسنرى أن وجود عقل يتقلب في هذا الاتجاه وذاك كقارب صغير في بحر هائج الأمواج، ليس بالأمر المرضي للغاية. وليس من المفيد أيضا أن يكون الضوء في غرفتنا شديد السطوع للحظة حتى إننا لا نكاد نرى شيئا، وشديد الإظلام في اللحظة التالية حتى إننا لا نستطيع رؤية أي شيء على الإطلاق. ما نريده هو ضوء معتدل وثابت يمكننا من رؤية الأشياء من حولنا بوضوح. ولهذا؛ فعندما نطور درجة معينة من السيطرة على عقولنا نصبح أكثر قدرة على تحمل الأحداث التي تواجهنا، سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
ومثلما أنني لا أتحدث عن تخدير العقل، فأنا لا أتحدث أيضا عن السيطرة التامة على المشاعر المؤذية. إن تحقيق هذا يستلزم قدرا كبيرا من الجهد فترة زمنية طويلة. إنما أتحدث عن هدف أكثر تواضعا يتمثل في تحقيق نوع من الاستقرار المعتاد. وتتسم مثل هذه الحالة بالتواضع الطبيعي وراحة البال الراسخة. هذه الصفات بدورها تجعل العقل أكثر طواعية في سعينا لتنمية الرأفة.
خلاصة الأمر أن الجهد المعتدل على مدى فترة طويلة من الوقت، هو أساس النجاح في ممارسة التنمية العقلية. فنحن نجلب الفشل على أنفسنا من خلال العمل المفرط في الجدية أو من خلال المحاولة فترات طويلة في البداية. إن القيام بهذا يزيد كثيرا من احتمالية أن نتوقف بعد فترة قصيرة فحسب. فما تستلزمه الممارسة الجيدة في حقيقة الأمر هو تيار مستمر من الجهد؛ نهج مستدام ومستمر قائم على التزام طويل الأجل. ولهذا؛ فإن أداء التدريبات على النحو الملائم وإن كان لفترة قصيرة، هو الطريقة الفضلى. يجب أن يكون التركيز على الجودة وليس المقدار. والأهم من ذلك كله، علينا أن نتذكر أن الغرض الأساسي من ممارسة التأمل هو أن نصبح بشرا أكثر رأفة.
خاتمة
لقد حاولت في هذا الكتاب، أن أقدم موجزا لما أرى أنه يمثل العناصر الأساسية لنهج علماني بحت للأخلاق وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية. إنه مشروع تعهدت به منذ أن اكتشفت أنه لا يوجد دين وحيد يمكن أن يرضي الجميع. فالحق أنه يوجد الكثير جدا من الطباع الذهنية والنفسية المختلفة بين سبعة مليارات شخص من سكان كوكبنا؛ مما يحول دون إمكانية تحقيق ذلك.
إن دافعي في القيام بهذا العمل يعكس إيماني الراسخ بأنه حين يتعلم كل منا تقدير الأهمية الحاسمة للأخلاق ويجعل القيم الداخلية مثل الرأفة والصبر جزءا لا يتجزأ من نظرتنا الأساسية للحياة، فإن آثار ذلك ستكون بعيدة المدى. وكما أرجو أن أكون قد أوضحت، فإن القيام بذلك سيساعدنا على المستوى الفردي في تحقيق المزيد من السعادة ويوفر إحساسا حقيقيا بالغاية في حياتنا والمغزى منها. أما على مستوى المجتمع، فعندما يفعل المزيد منا الأمر نفسه، ستكون لدينا فرصة حقيقية لأن نتحرك باطراد في اتجاه ترسيخ ثقافة أقل تركيزا على المادة، وإيلاء اهتمام أكبر بمواردنا الروحية الداخلية بدلا من ذلك. وسوف يجني الجميع فوائد القيام بذلك.
كثيرا ما أسأل عما إذا كنت متفائلا تجاه مستقبل البشرية. وجوابي البسيط هو نعم. في أوائل القرن العشرين على سبيل المثال، كان الاعتقاد السائد أن الحل لأي نزاع متأزم لا بد أن يأتي باستخدام القوة. من حسن الحظ أن هذا الرأي لم يعد منتشرا. فاليوم قد سئم الناس في كل مكان من الحرب، وصاروا يرغبون بصدق في إيجاد طرق غير عنيفة لتسوية الخلافات. وبالمثل، كان الرأي السائد أيضا حتى وقت قريب جدا أن العلم والروحانية لا يتفق أحدهما مع الآخر، لكن اليوم مع تغلغل التطورات العلمية في طبيعة الواقع على نحو أعمق من أي وقت مضى، يتزايد الاعتراف بأن هذين المجالين من مجالات السعي الإنساني يمكن أن يكمل كل منهما الآخر، بل هما كذلك في واقع الأمر. وبالرغم من أن الكثيرين في الماضي القريب لم يكونوا يدركون تأثير السلوك البشري على البيئة، فقد صارت الحاجة إلى مراعاة تأثير أفعالنا على البيئة، لا سيما فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، حقيقة يقبلها العالم بأكمله تقريبا. وأخيرا، بينما كانت القومية المرتكزة على أساس ارتباط المرء القوي ببلده قوة مهيمنة حتى أواخر القرن العشرين، فإن جاذبيتها تتضاءل اليوم إلى حد كبير، بفضل ترابطنا المتزايد بسبب وسائل الاتصالات والهجرة الجماعية. ونتيجة لذلك، فإن الوحدة والتكافل بين البشر يصبحان تدريجيا من المسلمات. وهذه بعض أسباب تفاؤلي.
إضافة إلى ذلك، فإنني أومن على الدوام بقوة الفرد. فعلى مدار تاريخ البشرية، ظهر العديد من التطورات العظيمة التي ساعدت في تغيير مسار الإنسانية من خلال مبادرات الأفراد. وقد بدأت كل من هذه المبادرات بتصور عالم جديد أفضل والإيمان به. سواء أكانت حملة ويليام ويلبرفورس لإلغاء تجارة الرقيق، أم حركة الحرية السلمية التي نادى بها المهاتما غاندي في الهند، أم حركة الحقوق المدنية لمارتن لوثر كينج الابن، أم حملة زميلتي جودي ويليامز الحائزة جائزة نوبل للسلام لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد، فقد أتى الإلهام في جميع هذه الحالات من الأفراد. وقد كانت مجموعات من الأفراد أيضا هي التي ساعدت في إحداث تغيير دائم؛ إذ دعمت كل حملة من هذه الحملات. ونظرا لأن المجتمع نفسه ما هو إلا مجموعة من الأفراد، بشر مثلك ومثلي تماما، يترتب على ذلك أننا إذا أردنا تغيير المجتمع، فإن الأمر يتوقف على مساهمة كل فرد منا.
إن أفراد جيلي ينتمون إلى القرن العشرين الذي مضى بالفعل. خلال ذلك القرن، شهدنا نحن البشر أنواعا كثيرة من الأمور، بما في ذلك الحرب على نطاق واسع. ونتيجة للمعاناة الرهيبة التي سببها هذا، أشعر أننا أصبحنا، أنضج وأحكم بعض الشيء. حققنا أيضا في ذلك القرن الكثير من التقدم المادي. لكننا حين فعلنا ذلك ولدنا الظلم الاجتماعي والتدهور البيئي، وكلاهما أمران يتعين علينا الآن التعامل معهما. إن الأمر يعود الآن إلى شباب اليوم كي ينشئوا عالما أفضل من ذلك الذي ورثوه. والحق أن الكثير يقع على أكتافهم.
بالنظر إلى هذه الحقيقة، وأيضا إلى حقيقة أن التغير المجتمعي الفعال لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال جهود الأفراد، فيجب أن يكون تعليم الجيل القادم جزءا أساسيا من استراتيجيتنا للتعامل مع هذه المشكلات. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلني دائما ما أحاول التواصل مع الشباب في جولاتي وقضاء بعض الوقت معهم. أملي ورغبتي أن يهتم التعليم الرسمي في يوم من الأيام بما أسميه تعليم القلب. فمثلما نسلم بالحاجة إلى اكتساب المهارة في المواد الأكاديمية الأساسية، آمل أن يأتي الوقت الذي يمكننا أن نسلم فيه بأن الأطفال سيتعلمون في مناهجهم المدرسية، الأهمية الشديدة للقيم الداخلية مثل الحب، والرأفة، والعدالة، والعفو.
অজানা পৃষ্ঠা