ধর্মের অতীত: একটি সম্পূর্ণ বিশ্বের জন্য নৈতিকতা
ما وراء الأديان: أخلاقيات لعالم كامل
জনগুলি
إن اكتساب السيطرة على نزعاتنا الهدامة من خلال ممارسة الوعي والانضباط الذاتي على مستويات الجسم والكلام والعقل، يحررنا من الاضطراب الداخلي الذي ينشأ طبيعيا عندما يتعارض سلوكنا مع مثلنا. وبدلا من هذا الاضطراب، تأتي الثقة والنزاهة والكرامة، وكلها صفات بطولية يتطلع إليها جميع البشر بطبيعتهم. (4) الكرم
يبدو لي أن قيمة الكرم جديرة بأن نتحدث عنها بعض الشيء. الكرم هو التعبير الخارجي الطبيعي عن التوجه الداخلي المتمثل في الرأفة والحنان الناشئ عن الحب. عندما يرغب المرء في التخفيف من معاناة الآخرين وتعزيز رفاهيتهم، فحينئذ يكون الكرم في الفعل والقول والفكر، هو الممارسة الفعلية لهذه الرغبة.
من المهم أن ندرك أن «الكرم» في هذا السياق لا يشير إلى العطاء بالمعنى المادي فحسب، وإنما إلى كرم القلب أيضا. وهو على هذا النحو يرتبط ارتباطا وثيقا بفضيلة العفو. فمن دون كرم القلب، يكون العفو الحقيقي مستحيلا.
إن النصوص البوذية الكلاسيكية تصف الكرم من خلال أربعة أنواع للعطاء؛ فلدينا أولا عطاء السلع المادية، وعطاء التحرر من الخوف الذي يعني توفير السلامة والأمن للآخرين والتعامل معهم بصدق ثانيا، ولدينا ثالثا عطاء المشورة الروحية الذي ينطوي على تقديم العون والاهتمام والنصيحة لدعم رفاهية الآخرين النفسية والشعورية، ولدينا رابعا عطاء الحب.
من المهم أن ندرك في البداية أن الهدف من أي من هذه الأنواع الأربعة للعطاء ينبغي ألا يكون أبدا هو نيل الحظوة لدى الآخرين، بل ينبغي أن يكون الهدف دائما هو إفادة المتلقي. إذا كان الدافع مرتبطا بالسعي وراء المنفعة الشخصية بأي حال من الأحوال، فليس هذا كرما حقيقيا.
تشير النصوص البوذية الكلاسيكية أيضا إلى الحاجة إلى الفطنة عند الانخراط في أعمال الكرم. فإضافة إلى التأكد من سلامة دافع المرء على سبيل المثال، تناقش هذه النصوص الحاجة لأن يكون الفرد على دراية بالسياقات الخاصة التي قد يكون العطاء فيها غير مناسب. فالعطاء غير المتناسب أو العطاء لأحد الأشخاص في وقت غير مناسب قد يضر المتلقي أكثر مما ينفعه. ومن الجلي بالطبع أن هناك أشياء معينة، مثل السموم والأسلحة، هي بطبيعتها غير مناسبة للعطاء. إذا كان ما نعطيه سيستخدم على الأرجح لإيذاء الآخرين، فإن مبدأ الرأفة يقضي بالإعراض عن العطاء في هذا السياق. علاوة على ذلك، تؤكد هذه النصوص ضرورة التأكد من أننا نعطي للمتلقي احتراما له، وليس من منطلق الشعور بالتفوق. ففعل الكرم الحقيقي يحترم كرامة المتلقي. أعتقد أن هذه كلها تعليمات مفيدة يجب أن نأخذها في الاعتبار. (5) العطاء الخيري والعمل الخيري
قبل بضع سنوات، شاركت في حلقة نقاش شائقة في نيويورك عن موضوع العمل الخيري. فيما يتعلق بالعطاء الخيري، فأنا أجد أن أكثر المجالات إلحاحا هي الصحة والتعليم. فالصحة ضرورية لكرامة الإنسان ورفاهيته، لكن الموارد اللازمة للرعاية الصحية الحديثة لا تتوافر في واقع الأمر للكثيرين في العالم. أما التعليم فهو يوفر الوسائل التي تمكن الناس من اكتساب ما يلزم من المهارات وسعة الحيلة للفرار من الفقر.
تركز الديانات الإبراهيمية بصفة خاصة على العطاء الخيري؛ إذ يعد العطاء للمحتاجين واجبا دينيا مهما. لطالما أعجبت بالعمل الخيري في العالم النامي، الذي تباشره في الغالب الجمعيات الخيرية المسيحية. وقد كنا نحن التبتيين أنفسنا، لا سيما في أثناء سنوات المنفى الأولى الصعبة، متلقين لهذا الكرم وشعرنا بفائدته مباشرة. وفي الإسلام، يمثل التصدق أو «الزكاة» أحد الأركان الخمسة التي يجب على كل مؤمن أن يمارسها، وفي اليهودية أيضا، يعد العطاء الخيري عنصرا رئيسيا في ممارسة الشعائر الدينية.
لكن العطاء الخيري لا يفيد المتلقين فقط. فبالنسبة إلى مقدمي العطاء، ماذا عساه أن يكون أكثر إرضاء من معرفة أن كثيرين ممن هم أشخاص حقيقيون لهم احتياجات حقيقية، يستفيدون من مساعدتهم؟
إن الثروة الإضافية لا تجلب للأغنياء أي قيمة حقيقية بعد مستوى معين، إلا إذا استخدموها في النفع. فحتى الملياردير تظل معدته بالحجم نفسه مثل جميع الأشخاص الآخرين، وعدد البيوت التي يمكن أن يعيش فيها المرء محدود. بعد حد معين، لا يكون للمزيد من الرفاهية والبذخ تأثير فعلي على مستوى راحة المرء. ففي النهاية، تصبح الثروة مجرد سلسلة من الأرقام على الورق أو على شاشة الكمبيوتر. علاوة على ذلك، إذا كان المرء يهتم بالمبادئ الأخلاقية أو بالحفاظ على حس أساسي من اللياقة، فإن الإفراط في الترف على المستوى الشخصي، بينما كل هذا الفقر موجود في العالم، يمكن أن يشكل مشكلة. فالأمر يشبه إلى حد ما شخصا يأكل وجبة بنهم أمام متسول يتضور جوعا!
অজানা পৃষ্ঠা