ধর্মের অতীত: একটি সম্পূর্ণ বিশ্বের জন্য নৈতিকতা
ما وراء الأديان: أخلاقيات لعالم كامل
জনগুলি
في بعض الأحيان، ألاحظ أن الناس يميزون تمييزا مريحا لهم بين الأخلاق على المستوى الشخصي وبين الأخلاق على المستوى الاجتماعي الأوسع. بالنسبة إلي، أرى أن مثل هذه المواقف معيبة في الأساس؛ لأنها تغفل الاعتماد المتبادل في عالمنا.
فتلك الأخلاق الفردية، أو بالأحرى غيابها، يمكن أن تترك تأثيرا على حياة الكثيرين، وقد اتضح ذلك بقوة في الأزمة المالية العالمية التي بدأت عام 2008، والتي لا يزال أثر تداعياتها حاضرا في جميع أنحاء العالم. لقد كشفت هذه الأزمة كيف أن الجشع الجامح من جانب بضعة من البشر يمكن أن يؤثر بالسلب على حياة الملايين. ولهذا؛ فمثلما بدأنا في أخذ مخاطر التطرف وعدم التسامح الديني بجدية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ينبغي أيضا أن نأخذ مخاطر الجشع وعدم الأمانة بجدية في أعقاب الأزمة المالية. فعندما يكون الجشع مقبولا، بل جديرا بالثناء، لا شك في أن نظام قيمنا الجماعي معيب.
في عصر العولمة هذا، حان الوقت لأن نعترف بأن حياتنا مترابطة بعمق، وأن ندرك أن لسلوكنا بعدا عالميا. وحينها سنرى أن أفضل ما يخدم مصالحنا الخاصة هو ما يخدم مصلحة المجتمع البشري الأوسع. على النقيض من ذلك، إذا اكتفينا بالتركيز على تنميتنا الداخلية وأهملنا المشكلات الأوسع للعالم، أو إذا لم نكترث بمحاولة حلها بعد أن أدركناها، فسنكون إذن قد تجاهلنا شيئا أساسيا. إن اللامبالاة، في رأيي، هي في حد ذاتها شكل من أشكال الأنانية. ولكي يكون نهجنا للأخلاق ذا مغزى بحق، علينا بالطبع أن نهتم بالعالم. هذا ما أعنيه بمبدأ المسئولية العالمية، وهو جزء أساسي من النهج الذي أقترحه لأخلاق علمانية. (3) تحدي التقدم التكنولوجي
مع التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة، في المجالات العسكرية والطبية والزراعية خلال القرنين الماضيين، أصبح لدى البشر الآن درجة غير مسبوقة من المعرفة بالعالم والسيطرة عليه. لم يحدث في أي وقت مضى أن عرفنا هذا القدر الكبير أو تمتعنا بمثل هذه القدرة على التحكم في العديد من جوانب كوكبنا. والحق أن هذا الوضع يثير مخاوف خطيرة للغاية: هل تتزايد مسئولياتنا الآن بسرعة كبيرة مقارنة بالوتيرة التي يمكن لقدرتنا الطبيعية على الفطنة الأخلاقية مواكبتها؟ هل يمكننا أن نثق في أنفسنا مع القوة التي جلبها لنا كل من العلم والتكنولوجيا؟ فبينما لم تتغير عقولنا تغيرا ملحوظا في خمسة الآلاف عام الماضية، تغير العالم من حولنا بدرجة استثنائية.
بالرغم من التحديات العالمية التي نواجهها اليوم، لم أزل متفائلا في العموم. فقد ارتقينا - نحن البشر - إلى مستوى التحديات التي واجهناها في الكثير من المرات. لقد نجحنا في اجتياز العديد من التحولات في مسار تطورنا من مجتمعات الصيد وجمع الثمار إلى المجتمعات الحضرية العالية التقنية. هذا في حد ذاته دليل قوي على مرونتنا وسعة حيلتنا كمخلوقات اجتماعية وأخلاقية. حقيقة الأمر أن الجنس البشري لم ينج بالرغم من كل الحروب والكوارث والأمراض التي واجهها فحسب، وإنما ازدهر أيضا. لقد ابتعدنا كل البعد عن تدمير أنفسنا، وخلقنا في الواقع مشكلة معاكسة، وهي ارتفاع عدد السكان بمعدل غير مسبوق وينذر بالخطر.
إن نجاحنا كنوع أصبح ممكنا بفضل قدرتنا على التعاون، ولا سيما عندما تكون مصالحنا الحيوية في خطر. وفي صميم التعاون، يكمن مبدأ مراعاة منفعة الآخرين وصالحهم. لذلك، فأنا على ثقة من أننا، نحن البشر، سنتمكن مرة أخرى من خلال التعاون من التغلب على تحدياتنا البيئية والتكنولوجية الحالية. وبالرغم من ذلك، فلا مجال أمامنا لعدم الاكتراث. (4) عبثية الحروب
شهد القرن العشرون أحد أشد الصراعات الإنسانية على نطاق غير مسبوق من قبل. تشير التقديرات إلى أن أكثر من مائتي مليون شخص قتلوا في الحروب، والثورات، والإبادات الجماعية. من المحرقة النازية إلى القتل الجماعي على يد طغاة مثل ستالين وماو (في الجزء الأخير من حياته المهنية)، ومن حقول قتل الخمير الحمر إلى محاولات التطهير العرقي في البلقان، والإبادة الجماعية في رواندا، فإن تلك المعاناة التي كبدتها الإنسانية لنفسها شديدة الوطأة حقا. لقد اعترضت الحرب مسار التاريخ البشري دائما بالطبع. فما دام البشر موجودين، أعتقد أن الصراع سيظل موجودا أيضا، لكن حجم الدمار في المائة عام الماضية لم يكن مسبوقا.
حتى في أوقات السلم، تطورت تقنيات الدمار البشرية، وتحسنت، وجرى تداولها دون توقف. اليوم لا يوجد مكان على وجه الأرض لا تهدده ترسانات الدمار هذه. عند معالجة مشكلة العنف في العالم والتفكير في الكيفية التي يمكننا بها خلق عالم أكثر أمانا للأجيال القادمة، يجب أن نفعل أكثر من مجرد مناشدة السياسيين وخصومهم لممارسة ضبط النفس. تنبع التهديدات التي نعيشها أيضا من صناعة الأسلحة نفسها، ومن تجارة الأسلحة، وبالطبع من ثقافة العنف التي غالبا ما تعمل وسائل الإعلام على إدامتها؛ مما يشجع على الوهم القائل بأن العنف نهج عملي لحل النزاع الإنساني. ما نحتاج إليه حقا هو تحول جذري في الوعي الإنساني. ذلك أنه في جميع الظروف عدا الحالات الأكثر استثنائية، لا يولد العنف إلا مزيدا من العنف. ومن ثم؛ فإن الافتراض القائل بإمكانية تحقيق السلام من خلال العنف مضلل تماما.
في العالم المعاصر الذي يتسم بالاعتماد المتبادل على نحو عميق، باتت الحرب فكرة غير منطقية وعفاها الزمن. ففي الماضي البعيد، عندما كانت مصالح مجموعة ما مستقلة تماما عن مصالح مجموعة أخرى، ربما كان اللجوء إلى العنف كحل أخير مبررا بعض الشيء. لكن هذا لم يعد ينطبق اليوم. فجميع المناطق وجميع الشعوب مرتبطة بيئيا، واقتصاديا، وسياسيا. ومن الحتمي أن تؤثر الحروب أو الاضطهاد أو النزاع الأهلي في إحدى المناطق على البشر في أجزاء أخرى من العالم. وتعد مشكلة الإرهاب خير مثال على ذلك. عندما يكون للناس دافع قوي يشجعهم على الدمار، فما من نظام شرطي أو أمني سيكون كافيا لمنعهم على الإطلاق.
من العوامل الأخرى التي تجعل العنف وسيلة غير واقعية لحل النزاع، عدم القدرة على التنبؤ بنتائجه. والحرب الأخيرة في العراق مثال جيد على هذا. فبالرغم من أن النية كانت في البداية شن حملة محدودة، فقد نتج عنها نزاع طويل الأمد لم يحل حتى الآن، ودمر حياة الملايين من الأبرياء.
অজানা পৃষ্ঠা