ধর্মের অতীত: একটি সম্পূর্ণ বিশ্বের জন্য নৈতিকতা
ما وراء الأديان: أخلاقيات لعالم كامل
জনগুলি
ومع ذلك، إذا كان الهدف من العقاب هو الردع فحسب، فقد يقال إذن إنه حتى أفعال الاعتداء البسيطة يجب أن يقابلها عقوبات شديدة للغاية، باعتبارها الرادع الأكثر فعالية ضد سلوك كهذا. وبالرغم من أن هذه الطريقة قد تكون فعالة لضمان انخفاض معدلات الجريمة، فهي ليست نهجا يمكنني قبوله. فليس من العدل أبدا أن يعاقب شخص ما بعقوبة شديدة لارتكابه جرما بسيطا. بدلا من ذلك، ينبغي أن نراعي تحقق نوع من التناسب؛ أي كلما زادت شدة الجريمة، زادت شدة العقاب.
إن هذا يثير التساؤل عن حدود الإصلاح. وأعتقد أن من المهم للغاية أن ندرك أن جميع البشر لديهم القدرة على التغيير. ولذا، أرى أن فكرة عقوبة الإعدام غير مقبولة. ولهذا السبب دعمت لسنوات طويلة، حملة منظمة العفو الدولية لإلغائها. وليس رأيي هذا من قبيل التساهل. لكن قتل بشر آخرين بهدف القصاص، أيا كان ما فعلوه، لا يمكن في رأيي أن يكون فكرة صحيحة؛ إذ تحول دون إمكانية تغيرهم. وأعتقد أن الأكثر حكمة للمجتمع هو الحفاظ على إتاحة تلك الإمكانية.
إنني أعي أن الانتقام العنيف؛ أي الرد بقوة على الاعتداء، على سبيل المثال، هو شيء متجذر بعمق في الغريزة الإنسانية. ونحن لا نختلف في هذا الصدد عن الحيوانات الأخرى، التي عند مهاجمتها قد تتقاتل حتى الموت. بالرغم من ذلك، يبدو أن ممارسة الانتقام سمة إنسانية خاصة، وترتبط بقدرتنا على التذكر. وربما كان الانتقام ضروريا للبقاء في المجتمع البشري البدائي، لكن مع تطور المجتمع أدرك الناس العواقب السلبية للانتقام وقيمة العفو. وهذا، في رأيي، هو المعنى الحقيقي للتحضر.
ولهذا؛ فإنني أعتقد أن إشباع غرائزنا العنيفة من خلال السعي للانتقام هو أمر مضلل ولا يخدم مصلحة أحد. ذلك أن النتيجة الوحيدة المضمونة للانتقام هي أنه سيغرس بذورا لمزيد من الصراع. إنه يثير الاستياء والخطر المتمثل في ظهور دائرة متصاعدة من العنف والانتقام لا يمكن كسرها إلا عند نبذ مبدأ الانتقام نفسه. إن الانغماس في الرغبة في الانتقام يخلق جوا من الخوف، والمزيد من الاستياء، والكراهية. وعلى النقيض من ذلك، حيثما يوجد العفو، فثمة فرصة للسلام. لذلك، فإن الانتقام، في فهمي، ليس له أي دخل في ممارسة العدالة. الفكرة نفسها قد عفاها الزمن. ذلك أن الانتقام يضعف المجتمع، أما العفو فيمنحه القوة.
لقد تجلى ذلك بقوة من خلال ما حدث في جنوب أفريقيا بعد تفكيك نظام الفصل العنصري. فتحت القيادة الحكيمة لنيلسون مانديلا، تصرف «المؤتمر الوطني الأفريقي» بشهامة لضمان عدم وجود أي حوادث انتقامية تقريبا ضد الأقلية البيضاء. ولو كان القادة اختاروا بدلا من ذلك التركيز على الماضي وخلق جو من الاستياء، لكان الوضع قد أصبح مأساويا بالفعل. بدلا من ذلك، أنشأت الحكومة لجنة «الحقيقة والمصالحة» برئاسة صديقي القديم وزميلي الروحي رئيس الأساقفة ديزموند توتو. واتباعا لمثاله الأخلاقي، استندت اللجنة إلى مبدأ أن إعلان الحقيقة من جانب المسئولين عن ارتكاب المخالفات الجسيمة وحتى الفظائع، سيعود بأثره في الشفاء والتحرر على كل من الضحايا ومرتكبي هذه الجرائم. واليوم بعد أكثر من عشر سنوات على انتهاء اللجنة من عملها، من شبه المؤكد أن تلك العملية قد جلبت للكثيرين من الضحايا ومرتكبي الجرائم على حد سواء، قدرا كبيرا من راحة البال، ومنحتهم أيضا الفرصة لطي هذه الصفحة من حياتهم. وقد تشرفت بمقابلة الرئيس مانديلا بعد فترة وجيزة من تحرر جنوب أفريقيا من سياسة الفصل العنصري. تركت هذه الزيارة لدي انطباعا عظيما، وليس ذلك للطفه فحسب، بل أيضا لعدم شعوره بالاستياء تجاه أولئك المسئولين عن سجنه الطويل.
في رأيي أن ممارسة العدالة بعيدة كل البعد عن التناقض مع مبدأ الرأفة، وإنما ينبغي أن تستند إلى نهج أساسه الرأفة. أتذكر دائما شرح وزير العدل الاسكتلندي لقراره الصعب بإطلاق سراح الشخص المدان في تفجير طائرة «لوكربي». فقد قال إن الناس في بلده «يرغبون في العدالة ويريدون تعزيزها بالرأفة والرحمة.» وأنا أدرك أن قراره أثار الكثير من الجدل والغضب لدى بعض عائلات الضحايا. لكني أعتقد أن تصريح الوزير كان في حد ذاته حكيما للغاية. فعندما يتعلق الأمر بالعدالة، يجب ألا تنحى الرأفة والرحمة جانبا. (4) التفريق بين الفعل والفاعل
النقطة المهمة بشأن مبدأ الرأفة، باعتبارها أساس ممارسة العدالة، هو أنها ليست موجهة نحو «الأفعال»، بل نحو «الفاعل». تتطلب الرأفة منا أن ندين الأفعال الخاطئة ونعارضها بكل الوسائل اللازمة، بينما نسامح في الوقت نفسه مرتكبي تلك الأفعال ونحافظ على موقف ودي تجاههم. فمثلما أن الإله، بمصطلحات الديانات الألوهية، يحرم الخطيئة بينما لا يزال يحب المخطئ، علينا نحن أيضا أن نعارض الخطأ بقوة مع الحفاظ على اهتمامنا بالمخطئ. ومن الصواب أن نفعل ذلك لأنني أؤكد مرة أخرى أن جميع البشر لديهم القدرة على التغير. وأعتقد أننا جميعا نعرف هذا من واقع تجربتنا الخاصة. فبالرغم من كل شيء، ليس من الغريب للغاية على أولئك الذين يعيشون حياة متهورة في شبابهم أن يتسموا بالمسئولية والاهتمام مع اكتسابهم النضج والخبرة. في التاريخ أيضا، يوجد العديد من الأمثلة على الأفراد الذين كانت بداية حياتهم بغيضة من الناحية الأخلاقية، لكنهم جلبوا فائدة كبيرة للآخرين فيما بعد. لنا أن نذكر على سبيل المثال، الإمبراطور أشوكا، والقديس بولس، وغيرهم كثير.
إن هذه القدرة على التغير حقيقة حتى لأولئك الذين ارتكبوا أفظع الأفعال. يشجعني على هذا الاعتقاد المناقشات التي خضتها على مدار السنوات مع ممثلي السجناء والاختصاصيين الاجتماعيين العاملين في السجون في كل من الهند والولايات المتحدة. إنها لمأساة كبيرة أن الإحصائيات في كثير من البلدان، تشير إلى عودة السجناء لارتكاب الجرائم مجددا. بعض البلدان الآن تستخدم برامج إعادة التأهيل، التي توفر للمجرمين من خلال التدريب النفسي، الإرشاد والتوجيه بشأن كيفية إعادة تعديل فهمهم للعالم تدريجيا وتعلم المساهمة في سبل رفاهية الآخرين بدلا من سلبها منهم. فعلى سبيل المثال، في إطار مبادرة قدمتها كيران بيدي في سجن «تيهار» المشدد الحراسة في دلهي، يتلقى السجناء دروسا في تأمل اليقظة الذهنية. وأنا متفائل بأنه مع الوقت، سيثبت هذا البرنامج فعاليته في مساعدة حتى السجناء الأكثر بؤسا على تطوير إحساس بالغاية في الحياة من خلال الاهتمام بالآخرين. إنني أشعر بالتواضع دائما عندما ألتقي بالأشخاص الذين يديرون مثل هذه البرامج وبالسجناء الذين شعروا بتأثيرها الإيجابي.
وتلخيصا لما سبق، دعوني أقول ببساطة: تذكر أنه حتى المجرم إنسان مثلك وقادر على التغير. عاقب المخطئ بما يتناسب مع الجرم الذي ارتكبه، لكن لا تنغمس في الرغبة في الانتقام. فكر بدلا من ذلك في المستقبل، وفي طرق لضمان عدم تكرار الجريمة. (5) العقاب الإيثاري
منذ وقت ليس ببعيد، حضرت مؤتمرا أقيم في زيورخ بشأن موضوع الرأفة والإيثار في النظم الاقتصادية. في هذا المؤتمر، قدم خبير اقتصادي نمساوي يدعى إرنست فير مفهوما مثيرا للاهتمام أطلق عليه اسم «العقاب الإيثاري».
অজানা পৃষ্ঠা