মা তারাহু আল-আয়ুন
ما تراه العيون: قطع قصصية مصرية
জনগুলি
إدارة جريدة الفاروق
بشارع خيرت
مصر
حضرة رئيس التحرير
ورمى بها على مكتبه، ووقف يتمطى في الغرفة، ثم هدد الفضاء بيده كأنه يكلم شخصا خياليا، وقال بصوت خافت: «ستنشر هذه المقالة في الفاروق فيسعد المحسود ويشقى الحاسد.» ودخل إلى سريره وقد وثق بنفسه، واستغرق في نومه إلى أن أشرقت الشمس.
الفصل السابع
كان اليوم الثلاثاء، فهرعت طلبة المدرسة الخديوية إلى ملعب الكرة؛ لتشاهد فرقة مدرستها تلاعب فرقة إنكليزية تفوقت على فرق كثيرة، وكان حسن ممن يميلون لرؤية لعب الكرة، فرافق إخوانه إلى الملعب، وفي عزمه أن يشتري الفاروق من ميدان الحلمية. فلما وصل إلى الميدان تناول الجريدة من يد أحد البائعين، وأجال بصره في الصفحة الأولى فوجد مقالته الثانية، فقرأها مرتين وهو لم يبرح مكانه، وقد ارتعشت يداه، واصطكت أسنانه، وارتجف ساقاه، وبينما هو يقرأ مقالته إذ به يرى عبد العزيز مارا بجواره، فاستوقفه بنظرة دلت عما يخالج قلبه المسكين من السرور. فلما رآه عبد العزيز بارق الثغر لامع الصفحة، وقف يسأله السبب فقال: لعلك غير ما كان ...
ولكن حسنا لم يمهله ليتم جملته، وقال له وهو يسحب أذيال الغبطة: لقد نشر «الفاروق» مقالتي بعد أن مزقت «الحقائق» أختها. خذ واقرأ، ثم أعط الجريدة لصاحبك إبراهيم؛ لتقوم عنده قيامة الأحزان، وتضيفه الهموم والأشجان. اقرأ يا عبد العزيز، وثق بعد ذلك بأخيك حسن أمين؛ فقد أضاء نجم سعده، وأصبح ممن لا تفتح العين على مثلهم في الناس.
اصفر وجه عبد العزيز، وارتجفت شفتاه؛ لأنه كان ممن لا يريدون الخير لأحد، وتناول الجريدة من يد صاحبه، وأجال نظره في مقالته، وقد أظلمت الدنيا في عينيه، فتعسر عليه أن يفهم منها كلمة واحدة، فأمسك بالجريدة مدة وهو كالصنم لا يتحرك ولا يتكلم، إلى أن قال له حسن وهو ضاحك السن: هيا بنا إلى الملعب لنصله قبل ابتداء اللعب.
وسار الصديقان إلى المعلب وفي صدر أحدهما جنة البشر والسرور، وفي صدر الثاني جحيم الحقد والبغضاء.
অজানা পৃষ্ঠা