منافسة كندة. (2)
مزدك. (3)
حربه مع الحارث بن جبلة الغساني. (4)
حربه مع الروم. (5)
يوم البؤس ويوم النعيم. (1)
كان حكم المنذر زاهرا، ولكن اعترضته سحابات من الاضطراب بسبب امتداد نفوذ كندة «وسنفرد للكلام عليها الفصل التاسع» وتقرب الحارث ملكها من قباذ منافسة للمناذرة، وساعده على ذلك أن المنذر رفض اعتناق مذهب مزدك فكانت النتيجة أن الحارث اعتنقه بعد رفض المنذر ذلك، ثم غزا الحارث بمساعدة قباذ الحيرة وطرد المنذر منها. (2)
أما مزدك هذا فهو رجل فارسي ظهر في عهد قباذ، وكان صاحب مبدأ شيوعي خطير، خلاصته كما ورد في الجزء الثاني من الشاهنامة صحيفة 119 «أن الذي يمنع الناس من سلوك طريق السداد منحصر في خمسة أشياء لا غير، وهي الغيرة والحقد والغضب والحرص والفقر، وإذا قمعت هذه الأخلاق الشيطانية استقام طريق الحق، ومنشؤها كلها من شيئين: المال والنساء، فينبغي أن يجعلا على الإباحة بين الخلق أجمعين حتى تأمن الآفات الخمس.» فاستهوى هذا المبدأ العامة وتبعه خلق كثير، وازداد قوة وانتشارا لما أتبعه قباذ، ولكن كسرى أنوشروان لأسباب خاصة لا محل لذكرها تمكن - وهو لا يزال وليا للعهد - من قتل مزدك ومن تبعه، ولما آل إليه الملك بعد أبيه قباذ تعقب المزدكية في كل مكان، حتى طهر منهم بلاد فارس، وكان من نتيجة القضاء على المزدكية أن طرد الحارث الكندي من الحيرة وأعيد المنذر إلى الحكم. (3)
ولقد قامت حرب بين المنذر والروم - بتحريض من كسرى - تمكن فيها المنذر من اجتياح بلاد الشام، حتى وصل إلى أنطاكية، ورأى جستنيان نفسه مضطرا إلى اللجوء إلى الحارث بن جبلة الغساني لصد تيار المنذر. (4)
وهنا بدأت سلسلة حروب بين المنذر والحارث، فكان كل منهما يعتدي على أرض الآخر، وكان النزاع في الغالب يقوم على الأرض المسماة استراتا
Strata «وهي الممتدة على جانبي الطريق الحربية من دمشق إلى ما بعد تدمر»؛ إذ كان كل من الفريقين يدعي السلطة على القبائل العربية النازلة بها، وكان النزاع لا يلبث أن يسوى حتى يقوم مرة أخرى - بلا شك - بتحريض من قيصر الروم، وفي إحدى هذه الحروب أسر المنذر ابنا للحارث ثم ذبحه في الحال تقربا إلى الإلهة العزى، كما يقال إنه في حرب أخرى تقرب بأربعمائة مسيحي إلى نفس الإلهة.
অজানা পৃষ্ঠা