ولقد حشا هؤلاء المؤرخون أخبارهم بالمبالغات والخرافات كما فعل المفسرون تماما.
وإن المتصفح لما كتبه أمثال ابن إسحاق «المتوفى سنة 151ه»، وابن هشام «المتوفى سنة 218ه»، وابن قتيبة «المتوفى سنة 276ه»، واليعقوبي «المتوفى سنة 177ه»، والطبري «المتوفى سنة 310ه»، والمسعودي «المتوفى سنة 346ه»، وياقوت «المتوفى سنة 626ه»، وابن الأثير «المتوفى سنة 650ه»، وأبو الفدا «المتوفى سنة 735ه»، وابن خلدون «المتوفى سنة 807ه»؛ أقول: إن المتصفح لما كتبه هؤلاء العمد الأفاضل ليعجب للدقة التامة والتحري الصحيح الذي عالجوا به تاريخ الإسلام في معظم الحالات بقدر ما يأسف على الإهمال والخلط الذي صحب كتابتهم عن عصر ما قبل الإسلام، ولعل لهم العذر؛ فقد كانت الأخبار تتناقل على الألسنة بدون تدوين أو ضبط، كما أن الخط العربي في أول الأمر كان مهملا فكانت الباء والتاء، والحاء والجيم والخاء، والسين والشين ... إلخ يلتبس في قراءتها.
وقصارى القول أن ما كتبه مؤرخو العرب عن عصر ما قبل الإسلام يجب أن لا يؤخذ على علاته، وأن يتناول بمنتهى الحيطة والحذر. (2-5) النقوش الكتابية
وهذه هي التي ألقت أول ضوء وهاج على التاريخ الصحيح لبلاد العرب قبل الإسلام.
إن أول ما حصل عليه من النقوش الكتابية من بلاد العرب كان صورة محشوة بالأغاليط لخمسة نقوش حصل عليها سيتزن
Seetzen
سنة 1811، ثم بدأ البحث العلمي بعد ذلك إذ حصل هاليفي
Halévy
على 600 نقش في سنة 1869، ثم أخذ عدد النقوش يزداد بالتدريج حتى حصل جلازر
Glaser
অজানা পৃষ্ঠা