سعى الجماعة في خليه وتولية عبد الله بن المعتز، فسلم الله تبارك وتعالى المقتدر لمعروفه، جميل نيته) وسابق قدر الله تعالى فيه وفي مدته. وكان اليوم الذي قتل فيه (1) العباس قد ركب الى البحيرة، [15 ب] وورد على صافي الحرمي الخبر بعزم القوم، فبادر بالمقتدز بالله فأدخله (2) حتى وافى قصره الحسني فسلما. وبلغ الخبر العباس بن الحسن فلم يكترث به ، وسار على عادته من ناحية الثريا يريد باب عمار وبه داره، فسل الحسين بن حمدان سيفه عند موضع يعرف بمقسم الماء، فضرب به العباس بن الحسن على رأسه فسقط على يده وضربه أخرى، ثم عاد فضربه ثالثة، وذلك في يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين. وضربه أيضا وصيف بن صوراتكين، وضرب غلام لوصيف ابنه أحمد بن العباس ضربة لم تزل في وجهه، فأفلت إلى بستان رمى به خلف حائط ولم يزل أثر الضربة في وجهه إلى أن مات، وجاء «فاتك المعتضدي» كالمنكر لما فعلوه فضربه «خطا مرس» ضربة حلت كتفه، وثناه عبد الغفار فسقط، ونهبت دور العباس وما يليها من دور الناس. وكان قد عزم في ذلك [16 آ] اليوم على أن يشرب إذا رجع ببستانه الذي يسمى بستان الورد وكان الحسين بن حمدان وسائر كبار القواد في دعوته. وأنا أفرغ من أمر العباس وسبب قتله وما تأوله قوم عليه، وبعض ما قيل فيه ، ثم ابتدىء بذكر ابن المعتز إن شاء الله.
~~قال أبو بكر: حدثني الحسين بن حمدان قال: كان أصحابنا قد عزموا على قتل العباس بن الحسن في دجلة إذا انحدر من داره إلى دار الخليفة وهو في طياره، وأجمعوا في طرح الطيارات على طياره كأنهم يريدون السلام عليه، فإذا أطافوا به قتلوه، فطرحوا عليه يومأ لذلك فلم يلحقوا طياره وفاتهم، وظن العباس أن ذلك للسلام عليه كعادتهم وأفلت فعزموا على الظهر بعد ذلك.
~~قال أبو بكر: وكنت قبل مقتل العباس بن الحسن بأيام، واقفا على بابه انتظر الإذن، فانصرف إبراهيم بن كيلغ ولم يؤذن له، فقال : امض بنا يا أبا بكرا فقلت : لى حاجة ولعلى أصل، فقال: هيهات [16 ب] قد خلا الوزير الذي وزارته خلافة بالأمير أبى شجاع فاتك بنظائر لهذا القول وقيل لنا يا كلاب انصرفوا فانصرفنا ولعل الله ( ) (2)، فعرفت الشر من هذا الكلام.
~~قال أبو بكر : وكان سبب قتل العباس أن الناس حسدوه لغلبته على أمر الخلافة وفعله فيها
পৃষ্ঠা ৩৩