সিনেমা কি: আন্দ্রে বাজাঁর দৃষ্টিকোণ থেকে

জিয়াদ ইব্রাহিম d. 1450 AH
42

সিনেমা কি: আন্দ্রে বাজাঁর দৃষ্টিকোণ থেকে

ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان

জনগুলি

ولكونها دائما محط تفكر، تصبح ظروف ما قبل العرض السينمائي وتبعاته محل تركيز دراماتيكي في مناسبات معينة. شهد جون روش أكثر من واحدة من هذه المناسبات، بل أثارها. في أول عرض لفيلمه «السادة المجانين» («لي ميتر فو»، 1955) في متحف الإنسان في باريس، رجاه مارسيل جريول، معلمه وعالم الأنثروبولوجيا الرائد في فرنسا، أن يعرض الفيلم في قبو المتحف، وألا يكون الجمهور «عرضة» للقطات الثمينة لكن المثيرة للفتنة التي أحضرها روش من غانا في العام السابق لعرض الفيلم. كان متأكدا أنها لن تؤدي إلا إلى تقوية الأفكار النمطية الشائنة عن الهمج الأفارقة. لكن روش لم يلتفت لكلامه. ورغم أنه كان يقدر تحذير جريول، أراد روش أن يقبل الأوروبيون حقيقة «السادة المجانين». أحدث فيلمه صدمة، وفاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان فينيسيا عام 1957. بعد ذلك، اختفى الفيلم عن أعين العامة طوال عقود؛ بسبب ازدياد حذر روش؛ إذ فهم كم كان مثيرا للغضب! واكتسب الفيلم سمعة سيئة، وخصوصا في الولايات المتحدة، وأصبح محبو السينما في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات يتفاخرون بأنهم شاهدوه سرا.

كثيرة هي أمثلة الرقابة؛ إلا أن ما يميز فيلم «السادة المجانين» هو أن شخصا مثل جريول يمكنه أن يشهد بأهميته، بوصفه ثبتا (أي بصفته فيلما)، ولكنه يصر على ألا يعرض بجانب أكثر أفلام العام أهمية. حاليا، برئ روش، وأصبح قليل من الناس يعدون «السادة المجانين» عرضا من عروض صندوق الفرجة ذا طابع استشراقي لطقوس همجية.

6

لقد سجلت كاميرا روش بعض المنضمين حديثا لحركة «الهوكا» الدينية وهم يدخلون في حالة غشيان، يظهرون خلالها غير متأثرين بالألم، ويذبحون كلبا، ويأكلونه في الحال؛ لكنه حرر هذه الصور أيضا لتشمل أولئك الأشخاص الاستعماريين الأوروبيين المتغطرسين، مبرزا تشابهات صريحة بين الثقافتين بتعليقه الصوتي المصاحب للصور. بوصفه تركيبا مبنيا بعناية، يبدأ «السادة المجانين» وينتهي في بيئة العمل اليومية في العاصمة الغانية أكرا، ثم يتتبع موضوعاته في رحلتهم الدينية يوم الأحد في غابة؛ حيث يكون لطقوسهم أثر تطهيري، يغسل خطايا المؤمنين، ويوحدهم في جماعة مقدسة من الموقنين. يعرض روش موضوعاته، وقد تغيروا في النهاية، عائدين بلطف إلى المدينة؛ حيث اكتسب كل منهم مجددا القوة والثقة لمواجهة الحياة في أرض مختلفة أجنبية موحشة. يربط هذه الطقوس وآثارها بصراحة بالقداس الكاثوليكي، بحيث يصبح «السادة المجانين» مقالا أنثروبولوجيا عن الدين عموما، وليس فقط وسط مجموعة غريبة في النيجر أو غانا. وبينما تكون اللقطات المصورة بلا شك تسجيلا نادرا لممارسات نادرا ما ترى - شيئا باقيا من الماضي - يصل الفيلم المعروض إلى المستقبل من خلال الجمهور الذي يؤثر فيه.

وبسبب عرض الفيلم - ومن أجل الإشادة به - يحتل «السادة المجانين» مكانه بين أبرز 20 فيلما تتناول حالات الغشيان، صنعها روش في غرب أفريقيا منذ نهاية أربعينيات القرن العشرين فصاعدا. تفصل هذه الأفلام سردا وجدالا بينما توجد معظم الأفلام الأخرى في هيئة سجلات أرشيفية محضة، في انتظار أي دارس ليتأملها يوما ما على آلة موفيولا. مع ذلك، فحتى اللقطات الخام غير المعالجة بعد، يمكن أن يكون لها آثار قوية حين تنتزع من الأرشيف وتعرض. أظهر بازان قوتها المتأصلة فيها في أول لقاء له مع أعمال روش عام 1949 في «مهرجان الأفلام المنبوذة» في مدينة بياريتز. هذه القوة لم تكن أكثر تجليا بأي حال مما كانت حينما استطاع روش عرض أفلامه عن الطقوس للجماعات المتضمنة، بأسلوب عرض الأفلام المنزلية. في أكثر من مناسبة، شاهد روش أثناء عرضه الأفلام بآلة عرض يمدها مولد بالطاقة بعض المشاهدين يدخلون في حالات غشية كاملة أثناء مشاهدتهم أنفسهم، مكررين بفعالية أفعالا تستنفد طاقتهم الجسدية، لدرجة أنها يمكن أن تستغرق أياما للتعافي منها. دائما ما تكون حالات الغشيان خطرة. وكان روش بحاجة إلى الحذر من العرض، مدركا هذا اللفظ بطريقتين: بوصفه استفزازه الذي يوجهه نحو الجمهور الأوروبي، وبوصفه عملية التماهي التنويمي التي تقود موضوعات (أشخاصا) معينين سريعي التأثر للدخول في حالات خطرة.

الغشية والغشية السينمائية. «السادة المجانين».

يبرز «السادة المجانين » بوصفه عملا قويا على نحو خاص؛ لأن موضوعه، وكذلك منهجه، يتضمنان عروضا وعمليات محاكاة وتحولات خطرة. نرى أجساد المشاركين تصبح وسائط تسكنها أرواح الهوكا. حينما يهتز أحد المشاركين وكأنه «كمسري القطار»، وآخر وكأنه «عريف الحراسة»، يصبح التمثيل واقعيا أمام أعيننا. وتبعا لذلك، يغري روش المشاهدين ليصبحوا غير ما هم عليه من خلال «وسيط» ما، كان يسميه دائما «غشية السينما». إنه مشهد مبهج، لكنه مثير للاضطراب بسبب ما نراه. ومثل أولئك الأفارقة، نحن أيضا لدينا وظائفنا اليومية التي نتركها لندخل دار العرض؛ لنعبر لعالم آخر من خلال طقس يصبح فيه التماهي شديدا. نرتاح من أنفسنا لبرهة، ونتواصل مع رفاقنا، ومع الآخرين الغامضين المحتجبين وراء نطاق إدراكنا، ونعود في النهاية لحيواتنا حينما ينتهي العرض، متجددين حسب ما هو مفترض. أليس هذا تعريفا شائعا للتطهر؟

على نحو أوضح من معظم الأفلام الأخرى، يوجد فيلم «السادة المجانين» في حالات ثلاث متفرقة، كل منها قادرة على إثارة الجدل. قليل من النقاد يلومون روش على توثيق الطقوس السرية للهوكا (أي «التقاطها» وحفظها)؛ لأن الجماعة ألحت عليه أن يفعل هذا، ولأن جمع المادة في هذه الحالة الخام هو العرف السائد في علم الإثنوغرافيا. لكن بعض النقاد شككوا في استخدامه البلاغي لهذه المشاهد الأولية وطريقته في تحريرها إلى نص خطابي، وهذه هي حالتها الثانية. واستشاط كثير من النقاد غضبا من أن «يعرض» عمله في أفريقيا أو في الغرب؛ حيث يمكن جدا أن يحدث آثارا سيئة خارجة عن نطاق صانع الفيلم؛ آثار الرفض (تقيؤ بعض المشاهدين، وعزل بعضهم الآخر الأفارقة في زاوية عقلية منكرة) أو آثار التماهي (مثل دخول المشاهدين في حالة غشيان يخضع فيها الشخص لسيطرة شيء قوي ومجهول).

كان روش قلقا بشأن أخلاقيات عرض الكثير من أفلامه. بخلاف آثارها النفسية القوية، وإن لم تكن أكيدة، فإن عرض الأفلام على موضوعات هذه الأفلام (أشخاصها) له تبعات سياسية اجتماعية لا يمكن التنبؤ بها. لا بد أن مشروعه الضخم الذي امتد من عام 1967 إلى عام 1974 لتوثيق احتفال جماعة الدوجون العرقية على مدى سبع سنوات، المسمى «السيجوي»، الذي يقام كل 60 عاما، سيغير الحدث بكل تأكيد حينما يحل موعده مرة أخرى في عام 2027. لأول مرة منذ 400 عام، يمكن لأفراد الدوجون تقدير شكل المواكب التي ينظمونها حينما ترى من أعلى (كان روش عادة ما يضع كاميراه أعالي منحدرات باندياجارا). معنى هذا أن المشاركين في نسخة المهرجان للقرن الحالي سيتاح لهم منظور لم يتح من قبل لأسلافهم. علاوة على ذلك، لم يعودوا في حاجة للاعتماد على ذاكرة الأجداد لتعليمهم هذه العادة التي توارثتها الأجيال شفهيا منذ القرن السابع عشر. ويمكن اختبار صور روش لهذه الطقوس المقدسة، بعد أن نقلت إلى شرائط فيديو، وأقراص دي في دي الآن، في أي أمسية عادية حينما يشغل شخص ما في القرية المولد الكهربائي لتشغيل التليفزيون وجهاز التسجيل. وربما أدى هذا لحدوث نقاشات داخل الجماعة لتحسين تصميم الرقصات والأزياء. هل ينبغي اعتبار هذه التكنولوجيا الغربية تقدمية في تاريخ شعب الدوجون؟ إذا تراكمت الطاقة الروحية داخل هذه الطقوس والتعاويذ السرية ثم كشفت هذه الممارسات المقدسة وعرضت على العالم، ربما يؤدي هذا إلى تبديد الروح التي توحد الجماعة.

فتح أبعاد الشاشة

অজানা পৃষ্ঠা