88

ويقول الدكتور السنهوري: «أنا بين كتاب «العقد» وبين أعمال وزارة المعارف لا أجد وقتا للرضا ولا للسخط. على أنه يخيل إلي أنه لا بد من أن يكون لنا موقف مما يجري في العالم حولنا، ولا بد من إعلان هذا الموقف.»

ويقول طه حسين: «عندك حق، ولقد طلب إلي أعضاء نادي القلم المصري إعداد نقط يمكن على أساسها اتخاذ موقف وإعلانه، وهذه مسودة بأربع نقط، هل تقرؤها يا عوض؟»

ويقرأ الدكتور عوض المسودة التي يعطيها له طه حسين، ونصها:

أولا:

نحن نعتقد أن أول ما يجب على المفكر اليوم هو أن يقاوم الحرب بكل ما يملك من قوة معنوية، وأن يحافظ ما استطاع على القيم الخلقية التي كثر ازدراؤها في هذه الأيام، والتي تكفل وحدها للعالم الاستمتاع بالعدل والسلام.

ثانيا:

ويجب أن نبغض الحرب إلى الناس، لا بإظهار آثام القادة الذين يتحملون تبعاتها فحسب، بل ببذل المعونة المعنوية دائما، والمادية عند القدرة والاستطاعة، للذين أصابتهم كوارثها، هذه هي مهمتنا العاجلة.

ثالثا:

ويجب أن نحرص على حماية حرية الفكر، ورعاية ما ينبغي لها من حرمة، ولكننا نشعر بأن هناك خطرا يجب اتقاؤه، فإن التوفر على حماية الحرية من أعدائها الخارجيين ربما شغل الناس عن حمايتها من خصومها الداخليين، ومن أجل هذا نعتقد أن الظروف تقضي في هذه الأيام أكثر مما قضت في أي وقت آخر بتحقيق التوازن الصحيح بين حق الفرد في الحرية وحق الوطن في أن نحميه من كل عدوان.

رابعا:

অজানা পৃষ্ঠা