লুথার: একটি খুব ছোট পরিচয়
مارتن لوثر: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
شكل 4-2: صفحة العنوان، «حرية المسيحي»، 1520.
1
من المهم بالقدر نفسه أن تقترن مرجعية الكتاب المقدس بمبدأ الحرية المسيحية الذي فسره لوثر بتبسيط بليغ في مقاله عام 1520 عن الموضوع ذاته، وفي عظاته بفيتنبرج عام 1522. عنت الحرية المسيحية - وفقا لما جاء في الكتاب المقدس - أن الإيمان بالمسيح يجب أن يكون شرط الخلاص الوحيد، وفيما عداه لا يفرض على المسيحي شيء آخر. فلو كان الإنجيل ليستخدم - على سبيل المثال - كسلطة وهمية لعزل واستبدال كبير أساقفة روما، لما كان لحركة الإصلاح الديني غاية. وكما فطن لوثر وزملاؤه أثناء تنظيمهم للكنائس البروتستانتية، كان من الضروري وضع بعض القواعد والسياسات التي يقوم مبدؤها الرئيس، لا على اتباع الآيات والتقاليد الإنجيلية بحذافيرها، بل على تيسير الحرية المسيحية وحمايتها. ويقول لوثر بوضوح شديد: «أنا أعلم الناس ألا يثقوا إلا في يسوع المسيح وحده، لا في الدعاء أو فضائلهم أو حتى أعمالهم.» لعل الكتاب المقدس كان في حد ذاته المرجع الرئيس للبروتستانتيين الآخرين، إلا أنه لم يكن كذلك للوثر؛ كان مرجعا لأن قصته عن الوعد والخلاص عرفت الحرية المسيحية وأصرت عليها.
كان مفهوم مرجعية الكتاب المقدس لدى لوثر واسعا، واتسمت مبادؤه في التفسير بالمرونة؛ بأنها مزيج من الأشياء التي يميل المفسرون المعاصرون إلى الفصل بينها، مثل ما عناه النص المقدس في الماضي على سبيل المثال، وما الذي يجب أن يعنيه اليوم. ففي بعض الأحيان كان يطبق حكما إنجيليا تطبيقا حرفيا على صفه الدراسي أو على رعايا كنيسته في القرن السادس عشر، فيما رفض في أحيان أخرى الالتفات إلى بعض فقرات الإنجيل لأنها اتصلت بالماضي ولم تجمعها علاقة مباشرة بالحاضر. بل كانت كلمة «اليوم» إحدى الكلمات المفضلة لديه في عظاته ومحاضراته التي بدت أحيانا بدورها شبيهة بالعظات. وكان الإنجيل إلى حد كبير هو عالمه، فالتقويم الذي اتبعه هو التقويم الكنسي، والتاريخ الذي اعتنقه هو تاريخ الخلاص البشري وتمامه يوم البعث، أما معلموه فهم البطاركة والرسل والحواريون والمعلمون على مر تاريخ المسيحية، وعنت الكنيسة له جموع المؤمنين في مختلف أنحاء الأرض. والإنجيل هو كتاب كنيسته، ولم يؤمن بعكس ما كان سائدا في هذه الأيام بأن للأفراد وحدهم أن يفسروا الإنجيل كيفما شاءوا، ليفرضوا تفسيرهم بعدئذ على من سواهم في الكنائس والمجتمع؛ إذ عاش في عهد سابق على إتاحة شراء الأناجيل واستخدامها كمرجع مستقل لكلم الرب يكفي في حد ذاته بدون الكنيسة، ومن ثم لم يكن قادرا على تخيل سيناريو كهذا رغم أن المطبوعات والتراجم التي صدرت عنه وعن غيره من أنصار حركة الإصلاح الديني جعلت هذا السيناريو واقعا. لكن آخر الأقوال التي نسبت إليه عارضت مباشرة الفصل بين الإنجيل والكنيسة، فيقول:
لا يستطيع أحد أن ينغمس في الكتاب المقدس كليا، ما لم يكن قد حكم الكنائس لألف عام، مع الرسل. نحن فقراء إلى الكنيسة. إنها الحقيقة.
هوامش
الفصل الخامس
المسيحية الجديدة
لم يجد لوثر - شأنه شأن غيره من المصلحين الدينيين - الكثير من مظاهر الصلاح الديني التي مارسها المسيحيون من حوله في الإنجيل. وكانت إحدى هذه الممارسات - وهي الحصول على صكوك الغفران لتجنب دفع كفارة الخطايا واختصار الإقامة في منطقة المطهر - موضع انتقاده في أطروحاته الخمس والتسعين التي أشعلت فتيل حركة الإصلاح الديني. بحلول الوقت الذي حرم فيه كنسيا بعد أربعة أعوام، اقترح لوثر طريقة بديلة لممارسة شعائر المسيحية، وهي طريقة اعتمدت على ما آمن أن مسيحية أواخر العصور الوسطى أهملته وحرفته، لكن لم تكن المسيحية التي أتى بها جديدة تماما بالطبع، فعندما انبرى له الإصلاحيون الأكثر تطرفا عام 1540 قال مقرا:
نقر من جانبنا أن الكثير من ملامح المسيحية ومما هو خير قائم تحت النظام البابوي؛ فنجد بالفعل كل شأن من شئون المسيحية والخير قائما في ظل النظام البابوي ونبع منه. على سبيل المثال ... النصوص المقدسة الحقيقية، والتعميد الحق، وقرابين المذابح الحقة، ومفاتيح غفران الخطايا الحقيقية، ودور الدير الصحيح، وخلاصة العقيدة الحقيقية متمثلة في الصلاة الربية، والوصايا العشر، وقوانين الإيمان.
অজানা পৃষ্ঠা