فى أمره ، فلم يريا شييا فى كيده أبلغ من إيحاشه من المعتصم بالله . وكان (محمد ابن إبراهيم ، أخو إسحاق بن إبراهيم الطاهرى ، صديقا ونديما للأفشين ، كانت بينه وبين) محمد بن عبد الملك مؤانسة . فاستمال محمد بن عبد الملك ، محمد ابن إبراهيم ووعده أن يوليه فارس والأهواز ، ويرفع عند السلطان قدره ، على أن يلطف لإيحاش الأفشين من المعتصم بالله . وقال له : أو حش الأفشين من صاحبه فإنا نوحش صاحبه منه . فدخل محمد بن إبراهيم على الأفشين يوما فرآه الأفشين كثآيبا (متغيرا) فسأله عن شأنه ، فكتمه ، فعزم عليه الأفشين . فقال محمد بن إبراهيم : أنا في حال ضيقة ، إن محت مما فى نفسى خنت سلطانى ، وإن أمسكت خنت صديق .
علم يزل الأفشين ينقر (1) محمدا حتى قال له محمد : فاحلف أنك لا تبدى شيئا مما ألقيه إليك . فحلف له بأوكد الأيمان . فقال محمد بن إبراهيم : إن أمير المؤمنين قد تغير لك وأخذ فى التدبير عليك . قال الأفشين : هذا باطل لأنى على عظيم البركة قد فتحت له الفتوح الجليلة ، ولم يظهر له منى سوء . قال محمد بن ابراهيم : قد نحت بما فى نفسى وستعلم ذلك عن قليل ، وحلف له على ما قال . فاغتم الأفشين وكثر نكده وساء ظنه . فدخل بعد ذلك على المعتصم بالله فوافق من المعتصم ضجرا ببعض أموره ، وغيظا على أحد خدمه ، ورآه متغير البشر عابس الوجه ، فظن الأفشين أن الذى رأى من المعتصم هو ما قال محمد ابن إبراهيم ، وتحقق قوله . خذر على نفسه ، فتحرز فى منزله واحتفظ بأبوايه . فبلغ المعتصم بالله فعله فأنكره . فقال له ابن أبى دؤاد : يا أمير المؤمنين ، أنت
পৃষ্ঠা ৯২