من أيديهم ، تنحى الباعة عنهم ، فانتبهوا من سكرتهم ولا سلاح معهم ، وفقدوا ما كانوا بحدون . فهاجوا في الشغب طمعا فى النهب . نخرج إليهم من قى معه من جنده فى غاية من العدة والعتاد والسلاح ، ولا سلاح مع الرجالة لا الحجارة فشردهم كل مشرد .
حكى أن معاوية بن أبى سفيان ، لما ولى زياد المدعى إلى أبى سفيان العراق وفارس والأهواز ، ساس زياد أهل عمله أشد سياسة . وكان أحد الدهاة . فلما عظم شأنه واستوثقت أموره تنكر لمعاوية . فكتب إليه معاوية كتبا غليظة . فبعث إليه زياد : تكتب إلى مثل هذه الكتب وخلفى مال فارس والأهواز ، ومعى رجال العراق وعجم الدهاقين . فدعا معاوية جماعة فشاورهم ، فكلهم يشير عليه بعزله ومناهضته .
ثم بعث معاوية إلى المغيرة بن شعبة ، فشاوره ، فقال له المغيرة : شاورت الناس حتى إذا لم يبق أحد بعثت إلى . قال معاوية : إنى لم أؤخرك لتقصيرك ولكني أردت أن آخذ آراء الناس ، ثم اجعل لرأيك عيارا عليها (1) . إن زيادا قد تنكر لنا ، وبعث إلى يذكر أن خلفه مال فارس والأهواز ورجال العراق والعجم، فما ترى؟ قال المغيرة : إنى أرى أن ترفق بزياد ، فقد علمت دهاءه وسياسته ، وفى قلوب أهل العراق منك ماعلمت، وأ كثرهم يتمنى عليك الكبوة. قال معاوية : لمثلى آيقال هذا ، وقد حاربت عليا مع فضله وسابقته وقرابته فظفرت بما أردت ؟ قال المغيرة : فإذا غلبت من هو أفضل منك فتأمن أن يغلبك ين أنت أفضل منه ؟ فأطرق معاوية طويلا . قال المغيرة : فعلمت أن معاوية قد عرف الفضل فيما أشرت به عليه ، ثم قال لى : إن صلح هذا الأمر بأحد فبك .
পৃষ্ঠা ৬৯