205

جال في الدروع ومعهم السيوف . ثم أومأت إليهم ، فرجعوا إلى مواضعهم . مم قالت له : لا ترع ، فإن لك عندى يدا أنا مجازيتك بها . فردته إلى عسكره عد أن عاهدته على أن ينصرف عنها ، فانصرف .

احكي أن أبا مسلم قبل استحكام أمره وهو يتنقل بكور خراسان ، بدعو الى بيعة إبراهيم الإمام ، نزل ببعض الكور على رجل من عظماء خراسان . فهم الرجل على أبي مسلم بأخذه والتقرب به إلى ولاة بنى أمية . ففطن لذلك رجل من أهل الكورة ، وكان مائلا إلى بنى هاشم ، فاستأذن الرجل الذى هم بأبى مسلم في الدخول عليه فأذن له ، ووجه معه أمينا له تخوفا من أن ينذر أبا مسلم . فلما مضى تحوه والأمين معه ، بدأ فى قراءة القرآن فى سورة القصص . فلما دخل على أبي مسلم مر فى قراءته على الآية إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين(21) ونظر إلى أبى مسلم نظرة منكرة ، فهم أنو مسلم عنه ما أراد، وسأله الرجل عن حاله وانصرف . فرجع إلى موضع زيل أبي مسلم ، فسأل أمينه : هل دار بينهما شىء أنكره ، قال : لا ، ولقد كان يقرأ القرآن أ كثر جلوسه عنده . وهرب أبو مسلم من محت ليلته .

حكى أن أبا العباس السفاح ، أنكر طاعة أبي مسلم يخراسان ، فوجه أخاه أبا جعفر ،إلى خراسان ، وكتب معه كتبا إلى أبى مسلم ، بتسليم عمل خراسان إلى أبي جعفر ، وكتب مع أبى جعفر كتبا بخطه إلى ولاة كور خراسان في السمع لأبي جعفر ، وحسن معونته على أبى مسلم . فقال أبو العباس لأبى جعفر : إذا وصلت إلى أبى مسلم ، فتعرف طاعته بما يظهر من تعظيمك ، فان رأيته معظما لك مكرما ، فأوصل إليه كتاب عزله وتسلم العمل منه . وإن انكرته فأعامه أنك أتيته زائرا ، ثم أوصل الكتب إلى ولاة الكور في السمع والطاعة ، ليتبوا على أبى مسلم فيسلموه إليك .

পৃষ্ঠা ২০৫