188

ما حييت . ونظر إلى الأطباء فنظروا إليه فرأوه مأنوسا منه ، فقال دارا للاسكندر : قد كرمت في الظفر ، قال الإسكندر : فأوصنى بحوائجك لأ بلغ منها ما تحب، قال له دارا : لاتكره قومى على تغيير دينهم ، وتروج ابنى رشكاد(1)- وهى بالعر بية رشيق - فلا أعلم لها كفؤا غيرك ، وتقتل قاتلى ، قال الإسكندر : أفعل .

فأعطى الإسكندر الفرس الأمان ، حتى اجتمع إلى دارا أختانه (2) وخدمه وحرمه) قبل موته . فلما مات دارا ، كفنه الإسكندر بأحسن الكفن ، ومشى مع جنازته إلى قبره . فلما جلس على القير قال : إن الذى قتل دارا عظيم الفعال ، ولو ظهر لجازيناه مما يستحق ، ورفعناه على الناس . فلما بلغ هذا القول قاتلي دارا، ظهرا فبرا أنهما قتلاه ، فقال الإسكندر : أما مجازاتكما مما تنستحقان ، فما يستحق من قتل سيده ومن رفع قدره وغدر به إلا القتل ، رأما رفعكما على الناس ، فإنى سأصلبكما على أطول خشب ممكننى ، ففعل ذلك بهما.

فلما دخل فارس زفت إليه بنت الملك دارا ، وكانت أحسن أهل زمانها . فأعرض عنها لما دخلت عليه وتشاغل ، فقيل له : أعرضت عن أحسن خلق الله عز وجل ؟ فقال : ما أقبح بمن غلب مثل دارا بالسيف أن تغلبه ابنته بعينيها . فلما مات الإسكندر قالت بنت دارا : ما كنت أظن أن غالب دارا مموت .

পৃষ্ঠা ১৮৮