سألوا مولى الملك الذى أعتقه أن يستأذن لهم . فبعثوا إليه فأتاهم ، فقالوا له : انا أردناك لتستأذن لنا الملك في التفرق إلى أوطاننا . قال لهم : ما أعجب ما سألتم؟ هذا ملك كنت أضربه وأقيده وأكذده وأستخف به ، وما مناى إلا أن ينسانى . فقالوا له : احتكم في المال ، فإنا جاعلون لك منه أ كثر من أمنيتك ، وطلبوا إليه وأحضروه مالا جليلا وحملوه إليه . فاما رأى ما يذلوا له من المال أنه قد حصله ، حمل نفسه على التعرض للموت ، وأمل السلامة .
فرج فوقف بباب الملك ، والملك ينظر إلى من على الباب من حيث لايعلم . فاما رأى مولاه قال لحاجبه : على بذلك الرجل . فلما دخل مولاه إليه على رجل منه ، ورآه الملك رحب به وأدناه وأحسن مساءلته عن حاله ، ثم قال له : يا مولاى، كأنى كنت (حاضرا) مشاهدا لأعركم ، إن هؤلاء العشرة الغدرة الفجرة أرادوا أن يفتكوا بي فلم يمكنهم ، وخافونى على أنفسهم ولم يجترنوا على مساءلتى بالإذن لهم ، فسألوك أن تستأذن لهم في اللحاق بأوطانهم ، فأبيت لحوفك مني ، فأرغبوك في المال فخاطرت بنفسك . قال له الرجل : كأنك أيها الملك كنت عندنا . قال الملك : فأما خوفك منى فأنت منه آمن ، لأنك لم تعاقبنى إلا بدون ما أستحق ، وأردت بى الصلاح . وأما العشرة فإنى أدعو هم . م يحول إلى مجلس عامته وأمر سودانه ، فقاموا بالسيوف على رأسه . مم دعا بالعشرة ، فلما جلسوا بين بدبه قال : أبلغنى مولاى ما أحببتم من الإذن لكم في الرجوع إلى أوطانكم ، وأنا لست من أهل بيت المملكة ، ولكن الله عز وجل قيضنى لكم نقمة عليكم أحلها بكم ، لقتلكم الملوك وغدركم بالأيمان والعهود . ثم أمر سودانه (بهم) بلسانهم ، فأخذتهم السيوف فقتلتهم . ثم قال الولاه : امض آمنا وما صار إليك من المال فهو لك .
পৃষ্ঠা ১৫৬