وقالت أصوات مازحة: هذا تحيز. وآخرون: هذا استبداد، وهذا طغيان. وقالت مها: ألا تحبون أن أكون أنا المستبدة وأنتم الرعية؟
وتعالت الأصوات: ونعم الاستبداد، وأهلا وسهلا، ويحيا الاستبداد.
وقالت: خلاص، أنا التي أقول متى نأكل.
وتعالت الأصوات: الأمر مطاع، وتحت الأمر. ولا لزوم للأكل كله. وصاح أحدهم بصوت طغى على الجميع: بشرط.
وقالت مها: ليس لأحد أن يشترط علي.
وقال الصوت: إذن برجاء.
وقالت مها في دلال ساذج: تقبل الرجاوات إذا أعجبتنا.
وصاح صاحب الصوت ولم يكن إلا ياسر: رقصة، نرى رقصة.
ونظرت إليه مليا. وكانت قد عرفت عنه كل شيء. عرفت أنه أخو وكيل نيابة مهم، وعرفت أنه نسيب مليونير فاحش الثراء. عرفت كل شيء. وحين قدمه إليها حمدي في العشاء أعجبت بصورته وقوامه وملبسه. فحين طلب إليها الرقص نظرت إليه مليا ثم غمزت له بعينها وهي تقول: لأجل خاطرك أنت بالذات أرقص.
وهتفت أصوات: تحيا المحسوبية، تحيا الخواطر! وسارع ياسر إلى ملفعته وذهب إليها وقام بربط الحزام حول وسطها وعدلت رباطه وأدير التسجيل، وراحت مها ترقص على تصفيق الحضور أكثر مما ترقص على موسيقى المسجل.
অজানা পৃষ্ঠা