الرحمن بن عبد ربه الأنصاري وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعد فجعل برير يضاحك عبد الرحمن فقال له عبد الرحمن: يا برير أتضحك ما هذه ساعة ضحك ولا باطل، فقال بريد: لقد علم قومي إنني ما أحببت الباطل كهلا ولا شابا وإنما أفعل ذلك استبشارا بما نصير إليه فوالله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة ثم نعانق الحور العين.
قال الراوي: وركب أصحاب عمر بن سعد (لع) فبحث الحسين عليه السلام برير بن خضير فوعظهم فلو يستمعوا وذكر هم فلو ينتفعوا فركب الحسين عليه السلام ناقته وقيل فرسه فاستنصتهم فأنصتوا، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ في المقال ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدو كم فأصبحتم البا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصح لكم فيهم فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستحصف ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا وتداعيتم إليها كتهافت الفراش فسحقا يا عبيد الأمة
পৃষ্ঠা ৫৮