লুঘজ সিস্তার
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
জনগুলি
قصد إلى كور مبحرا،
رماه بالحجارة الصغيرة،
كما رماه بالحجارة الكبيرة.
19
لا يوصلنا النص الذي وردت فيه هذه المقدمة إلى نتيجة القصة. ولكن النصوص السومرية والبابلية اللاحقة، تحدثنا عن الإلهة إريشكيجال باعتبارها إلهة للعالم الأسفل، ويختفي ذكر كور كشخصية إلهية، ليبقى اسمه دلالة على العالم الأسفل؛ مما يدل على أن إنكي قد أخفق في مهمة إنقاذ الإلهة، التي بقيت هناك وارثة مملكة الأموات، تماما كالإلهة بيرسفوني.
ولكن من هي هذه الإلهة المخطوفة؟ إن اسم إريشكيجال يعني باللغة السومرية «سيدة العالم الأسفل». فهو والحالة هذه لقب لا اسم. فماذا كان اسمها في العالم الأعلى؟ وهل كانت سوى عشتار نفسها، روح القمح وأم الطبيعة في العصور النيوليتية، التي كان اسمها في العالم العلوي عشتار، واسمها في العالم الأسفل إريشكيجال؟ أليست الفتاة الصاعدة من هوة عالم الأموات في الشكل (
4-9 ) هي إريشكيجال-بيرسفوني، سنابل السنة الجديدة التي سوف تتحول إلى عشتار-ديمتر، السنابل الناضجة التي تموت هابطة إلى الأسفل من جديد؟ إن الأساطير السومرية والبابلية المكتوبة لا تتحدث عن صعود إريشكيجال السنوي من العالم الأسفل، كما هو الحال في الأسطورة الإغريقية، بسبب اقتحام الذكر مسرح الأحداث وحلول الإله تموز، ابن عشتار وحبيبها، محلها في درام الهبوط والصعود، كما سنرى ذلك مفصلا فيما بعد. ولكن فرضيتنا هذه إنما تحاول إعادة بناء الأسطورة النيوليتية الأم، عندما كانت عشتار تجر وراءها، وحيدة، دورة الفصول تحت اسم واحد، ثم اتخذت اسمين؛ اسم لوجهها الأخضر المنير، واسم لوجهها الأسود المعتم، ثم تحول الاسمان إلى ذاتين، ثم جاءت المرحلة الأخيرة عندما حل ابنها محلها كروح للقمح.
لم يبدل اقتحام الذكر أسطورة الأم الكبرى سيدة الطبيعة، شيئا من خصائص عشتار الإخصابية؛ فقد بقيت سيدة للحياة النباتية وربة خصب الأرض، وكان الدور الذي يلعبه ابنها وحبيبها تموز وأشباهه (أدونيس، أوزوريس، آتيس، ديونيسيوس ... إلخ) دورا مكملا لدورها الأساسي، فالأم عشتار هي التي كانت تدفع بتموز إلى العالم الأسفل، حيث يبقى جزءا من السنة هناك، وهي التي تهبط إلى العالم الأسفل لاستعادته إليها، حيث يقضي جزء السنة الآخر معها (وسنبحث هذه العلاقة بين الأم الكبرى وابنها والأساطير المتعلقة بهما في فصل تموز الأخضر). لهذا فقد بقيت في كل الثقافات، الإلهة الخضراء، سيدة الطبيعة النباتية دعاها البابليون بعشتار الخضراء، ودعاها المصريون بإيزيس الخضراء، وسيدة الخبز، وسيدة الجعة، وأم القمح، ودعاها اليونان بسيدة السنابل، وقد خلدت الأعمال الفنية عبر التاريخ هذا الوجه الأخضر للأم الكبرى؛ حيث نراها في معظم الرسوم والمنحوتات وقد أمسكت بيدها سنابل القمح أو الأغصان المورقة أو الثمار الناضجة، من هذه الأعمال الفنية الجميلة، ذلك النحت البارز المحفوظ في المتحف الوطني بدمشق، الذي يمثل عشتار عارية الصدر، ترفع بيديها الاثنتين حزمتين من النبات، وعن يمينها وشمالها يشب زوجان من الماعز. وقد ينوب الإناء الفخاري، وهو الرمز القديم للأم الكبرى، منابها في الأعمال التشكيلية، حيث نجد الجرة الفخارية والسنابل تنبعث من كتفيها، كما هو الأمر في النقش الفينيقي الموضح في الشكل (
4-10 ).
شكل 4-10: عشتار الإناء الفخاري سيدة السنابل - فينيقيا.
অজানা পৃষ্ঠা