লুঘজ সিস্তার

ফিরাস সওয়াহ d. 1450 AH
210

লুঘজ সিস্তার

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

জনগুলি

تمثل حدائق أدونيس التي ارتبطت بالآدونيا في كل من سوريا ومصر، حياة الإله القصيرة وميتته المفاجئة. فالسيقان الخضراء القصيرة التي اندفعت بسرعة من تحت التراب بدون جذور حقيقية، لا تستطيع العيش طويلا، وما تلبث أن تذوي وتموت. أما تعليق هذه الحدائق على محفة الإله الميت وحملها مع مواكب الدمى والصور التي تمثله؛ فهو نوع من التمثيل المزدوج للإله في شكله النباتي والإنساني. وليس رمي الحدائق والدمى إلى مياه البحر أو النهر إلا إيحاء للطبيعة بمواسم طيبة ومطر غزير؛ مما يذكرنا بالممارسات الباقية لدى فلاحي العصر الحديث، ممن رأيناهم يربطون ممثل روح القمح إلى آخر حزمة حصاد ويلقونها في الماء . هذا وقد بقيت طقوس حدائق أدونيس، وبعض عناصر احتفالات الآدونيا قائمة إلى يومنا هذا في طقوس المسيحية.

ففي عيد الفصح، الذي يتطابق توقيته السنوي تقريبا مع توقيت الآدونيا الربيعي في فينيقيا، يتم الاحتفال بموت السيد المسيح في اليوم الأول يوم الجمعة الحزينة، وبعثه في اليوم الثالث يوم أحد الفصح، وتقوم النساء في جزيرة صقلية، وفي مناطق أخرى من إيطاليا قبل عيد الفصح، بإعداد حدائق أدونيس بنفس الطريقة التي اتبعتها نسوة كنعان قبل ألوف السنين. فإذا حل الفصح وانتشت البذور المزروعة، حملن أطباقهن وقد ربطت سيقان القمح القصيرة إلى بعضها بشرائط حمراء، ومضين إلى الكنيسة حيث توضع قرب صور وتماثيل السيد المسيح. وطيلة يوم الجمعة الحزينة تعرض في الكنيسة صورة شمعية للسيد المسيح، ويتقدم الناس لتقبيلها، بينما تقرع أجراس الكنيسة إيقاعات حزينة حتى حلول المساء. وفي وقت متأخر من الليل، تحمل صورة المسيح فوق نعش مزين بأغصان الليمون والأزهار من مختلف الأنواع، فيطاف بها في شوارع المدينة في موكب وئيد الخطا على ضوء الشموع الطويلة، وسط نحيب المشيعين وعبق البخور الذي تحرقه النسوة على طرفي الطريق عند أبواب البيوت. فإذا انتهت جنازة المسيح أعيدت الصورة إلى مكانها في الكنيسة، والتزم المشيعون صوما يستمر طيلة السبت ومعظم ليلة الأحد. فإذا دقت الساعة الثانية عشرة، خرج الأسقف ليعلن الخبر السار: «لقد قام المسيح»، فيرد خلفه الحشد الساهر: «لقد قام حقا وصدقا»، ثم تبدأ المدينة احتفالاتها الفرحة، وتهيم مجموعات الشباب تشعل الحرائق الصغيرة في الشوارع والساحات.

58

هذا ويمكن مشاهدة مثل هذا الطقس في كثير من المناطق الكاثوليكية، وخصوصا في إسبانيا.

كما يمكن مشاهدته بشكل أقل درامية في بعض الكنائس السورية واللبنانية؛ حيث يقتصر موكب جنازة المسيح على باحة الكنيسة. ففي صباح الجمعة الحزينة يتوجه الناس بلباس الحداد إلى الكنيسة، حيث يقام جناز كامل تتلى خلالها قصة موت المسيح، ويبكي المجتمعون بحرارة وهم يستمعون إلى ترتيلة: «اليوم علق على شجرة الذي علق الكون على المياه.» ثم يحمل رجال الدين تابوتا مغطى بالورود والأزهار فيطوفون في موكب صغير حول الكنيسة وفي باحتها.

وفي كلمات أقرب ما تكون إلى كلمات عشتار في ندبها تموز عندما قالت: «ويلي عليك يا بني، ويلي عليك يا دامو ...» نجد السيدة مريم في الطقس البيزنطي تندب ابنها المسيح:

ويحي يا ولدي الإلهي. ويلي يا نور العالم،

لماذا غبت عن مقلتي يا نور الله؟

وحدي دون سائر النساء قد ولدتك يا بني من دون ألم،

وأنا الآن أقاسي ما لا يحتمل،

অজানা পৃষ্ঠা