লুঘজ সিস্তার
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
জনগুলি
6-5 ) والشكل رقم (
6-6 ) من فصل البغي المقدسة؛ فكل ما في وضعية الجورجون هنا يقابل وضعية عشتار، ولكنه نقيض له في الوقت نفسه؛ فالعينان متسعتان جاحظتان، والفم مفتوح يتدلى منه اللسان الطويل، والنهدان متدليان حتى البطن دلالة العقم والجفاف. أما الذراعان اللتان تفتحهما عشتار البغي المقدسة للعناق، فإن الجورجون تفتحهما من أجل الخنق والقتل ، ويتعلق بهما الأسدان إشارة للطاقة الافتراسية العمياء، والساقان اللتان تباعدهما عشتار مبرزة عضوها الجنسي المرسوم بدقة رمزا لطاقة الحياة دافع الجنس، فإن الجورجون تباعدهما عن مساحة سوداء غير متمايزة وهوة لا قرار لها، رمزا للطاقة المعكوسة التي تسترد إلى الرحم كل ما صدر عنه من حياة.
إن هذا الرمز الجنسي للوجه الالتهامي للأم الكبرى لتعبر عن أساطير الأقوام البدائية الحديثة بطريقة أكثر مباشرة؛ ففي بعض التماثيل الأنثوية الأفريقية نجد فرج المرأة وقد افتر عن أسنان قاطعة. وهذا التمثيل كان معروفا في حضارة الأزتيك في أمريكا الوسطى فيما يتعلق بالأم الكبرى السوداء. وفي بعض أساطير الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، نجد أن سمكة مقدسة شرسة تسكن فرج الأم السوداء.
72
ولدى قبائل الهنود الحمر في نيو مكسيكو، تقول الأسطورة: إن أول نساء ظهرن إلى الوجود كن أربع نساء كل واحدة منهن على شكل فرج ذي أسنان قاطعة، له رأس وأطراف. وعندما سمع الرجال بوجودهن جذبهم إليهن الدافع الجنسي فتقاطروا إلى بيتهن. غير أن الداخل إلى ذلك البيت لم يكن يرجع منه إلى صحبه؛ لأنهن كن يعانقن الرجال ثم يلتهمنهم في غمرة الفعل الجنسي، الأمر الذي أثار حيرة الرجال وخوفهم دون أن يستطيعوا منع أنفسهم عن قصد ذلك البيت. إلى أن أتى يوم تصدى فيه شاب جريء لكشف لغز السنوة، فدخل عليهن، واقتلع الأسنان من فروجهن فحولهن إلى نساء عاديات.
73
وعندما نتحدث عن القوة الأنثوية المدمرة في الميثولوجيا الإغريقية لا ننسى «باندورا» المرأة التي لعبت في الأسطورة اليونانية دورا مشابها لدور حواء في الرواية التوراتية. فعندما عهد الإله زيوس إلى الإلهين بروميثيوس وأخيه أبيميثيوس بخلق الحيوان والإنسان، قام أبيميثيوس بوهب الحيوان كل ما وهبه برميثيوس للإنسان. وهنا أعطى بروميثيوس النار للبشر إعلاء لشأنهم، ولكن زيوس سحبها منهم؛ مما دفع بروميثيوس إلى اقتحام السماء وسرقة شعلة من النار لإعطائها للبشر ثانية. وهنا قرر زيوس الانتقام من بروميثيوس ووضع حد لطموح البشر، فطلب من الإله هفستوس أن يصنع امرأة من طين، وطلب من بقية الآلهة أن يهدوها صفات وخصائص متميزة؛ فخرجت آية في الجمال والروعة. ثم إن زيوس أعطاها صندوقا لتحتفظ به شريطة ألا تفتحه أبدا، وقدمها هدية لبروميثيوس وأخيه. رفض بروميثيوس قبول باندورا ، أما أخوه فرحب بها وتزوجها. وعندها تاقت باندورا إلى فتح الصندوق، وما إن رفعت غطاءه حتى انطلقت منه كل شرور العالم، من أوبئة وأمراض وكوارث وما إليها مما ابتليت به البشرية إلى يومنا هذا. وعندما أفلحت باندورا في إغلاق الصندوق، لم يكن قد بقي فيه إلا شيء واحد هو: الأمل. وقد تابع زيوس انتقامه من بروميثيوس بأن ربطه إلى قمة جبل وسلط عليه صقرا ينهش كبده كل يوم، وبقي على هذه الحال حتى قام هرقل بفك قيده وتخليصه من لعنة كبير الآلهة.
74
فإذا تابعنا رحلة الأم الكبرى غربا حتى شواطئ الأطلسي في العالم القديم، إلى مواطن الثقافة السلتية في جنوب بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وفي أيرلندا التي تتحدث أساطيرها عن قدوم السلت من الشرق الأدنى القديم عبر إسبانيا،
75
অজানা পৃষ্ঠা