লুঘজ সিস্তার
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
জনগুলি
2
وإلى اليوم لا نزال نستمع إلى تراتيل ننخرساج تتلى في معابد الأم الهندية الكبرى: «أنت الوجود الأول، أنت أم العالم ومبدؤه، أنت أم المخلوقات كلها، أنت خالقة الآلهة، الخالق براهما والحافظ فيشنو والمدمر شيفا كلهم من صنعك، أنت مسرة العالمين.» وإلى اليوم ما تزال طائفة هندية مجهولة الأصل تعبد الأم الكبرى تحت اسم «تورغوش»، ولكنها تكرر في صلواتها كلمة غامضة دون أن تعرف معناها هي كلمة «ننكورشاج»
3
المحورة عن اسم الأم الكبرى لحضارة الرافدين «ننخرساخ». هذا ويلخص التصميم التشكيلي المعروف باسم «اللينغوم-يوني» القيمة الدينية للفعل الجنسي في العبادات الهندوسية اليوم. وهو عبارة عن عضو الأنوثة منظورا إليه من الداخل، وقد اخترقه عضو الذكورة (الشكل
6-3 ). إن هذا الرمز ليلقي ضوءا جديدا على الصليب العشتاري الذي يحمل إشارة إلى الفعل الجنسي.
شكل 6-3: اللينغوم-يوني.
لم ير الإنسان القديم في الدافع الجنسي نتاجا لحركة التعضي الحي، بل رأى فيه نشاطا صادرا عن قوة جنسية شاملة متمثلة في عشتار، تودعها في الأجساد ثم تستثيرها فتطلقها. ولم ير في الفعل الجنسي استجابة لغرض دنيوي وتحقيقا لمتعة فردية، بل استجابة لنداء مبدأ كوني شامل؛ لذلك ارتبط الجنس بالطقس والعبادة، وكان الاحتفال الديني في بعض جوانبه مناسبة يظهر فيها البشر انسجامهم مع ذلك المبدأ وتحقيقهم لأهدافه وأغراضه، وذلك بالممارسات الجنسية التي تشكل جزءا من الطقوس المقدسة، حيث يتلقون الطاقة من مصدرها ويعيدون شحن ذلك المصدر بطاقة معاكسة في حركة تناوبية؛ فالفعل الجنسي على المستوى الإنساني هو مدد من القوة الجنسية الكونية، ودعم لها في آن واحد. تماما كما هو الأمر في الطقوس الدينية الأخرى التي تهدف إلى عون القوى الإلهية ومساعدتها على إتمام دورها. فكهنة المصريين القدماء كانوا يصلون طوال الليل لمعونة الشمس على الخروج من رحلتها في باطن الأرض والشروق من جديد. وكان البابليون يعتقدون بالقوة السحرية لاحتفالات رأس السنة الجديدة التي تعين الإله مردوخ على مقاومة قوى العماء، وتجديد الكون الذي يبلى في نهاية العام. وكان الكنعانيون يؤمنون بأن البكاء على أدونيس وتمثيل عذاباته وموته، سوف يعينه على فك قيوده والصعود من عالم الموتى؛ ذلك أن العلاقة بين الإنسان القديم وآلهته لم تكن علاقة اعتماد من طرف واحد، بل كانت علاقة اعتماد متبادل.
على ضوء ذلك نستطيع فهم معنى البغاء المقدس الذي كان شائعا في حضارات الشرق القديم؛ فالبغاء المقدس هو ممارسة الجنس بين أطراف لا يجمعهم رابط شخصي، ولا تحركهم دوافع محددة تتعلق بالتوق الفردي لشخص بعينه، أو تتعلق بالإنجاب وتكوين الأسرة، هو ممارسة جنسية مكرسة لمنبع الطاقة الكونية مستسلمة له، منفعلة به، ذائبة فيه، كالأنهار التي تصدر من المحيط وإلى المحيط تعود. وكانت عشتار هي البغي المقدسة الأولى؛ لأنها مركز الطاقة الجنسية الشاملة التي لا ترتبط بموضوع محدد. وليس انغماسها في الفعل الجنسي الدائم إلا تعبيرا، على مستوى الأسطورة، عن نشاط تلك الطاقة الذي لا يهدأ؛ لأن في سكونه همودا لعالم الحياة. تقول عشتار البابلية عن نفسها: «أنا العاهرة الحنون»،
4
و«أنا من يدفع الرجل إلى المرأة، ويدفع المرأة إلى الرجل.»
অজানা পৃষ্ঠা