وفي معناه يقولون: داوله في الأمر وتداولا فيه، وإنما يقال: تداولوا الشيء إذا أخذوه بالدول هذا مرة وهذا مرة.
ويقولون: تضرر له؛ أي: شكا إليه ضرره، وهو من الألفاظ التي لم ترد في اللغة أصلا.
ويقولون: نقه من علته نقاهة، وإنما النقاهة مصدر نقه الكلام: إذا فهمه؛ يقال: فلان لا يفقه ولا ينقه. وأما مصدر نقه من مرضه فهو النقه بفتحتين، والنقوه، وقد نقه بكسر القاف وفتحها.
ويقولون: قد شاع هذا الخبر في النوادي يريدون جمع النادي، وهو مع كونه القياس غير مستعمل، وإنما يقال في جمعه: الأندية، وهو في الأصل جمع ندي بمعنى النادي، استغنوا به عن جمع النادي كما استغنوا بالأحاديث - الذي هو جمع الأحدوثة - عن جمع الحديث.
ويقولون: فلان من ذوي الأمجاد يريدون جمع مجد. ولم يسمع للمجد جمع على أمجاد ولا غيره؛ لأنه مصدر في الأصل، وما سمع في كلامهم من لفظ أمجاد، فإنما هو جمع مجيد على حد شريف وأشراف ويتيم وأيتام، وقد ذكرنا وجهه في مقالتنا: اللغة والعصر.
ويقولون في جمع المغارة: مغائر بالهمز، وصوابه مغاور بالواو، كما يقال في جمع مفازة مفاوز؛ لأن حرف المد إذا كان أصلا لا يهمز، ومثله قولهم: معائب ومشائخ ومكائد بالهمز أيضا وصوابهن بالياء.
ويقولون: رأيته من منذ خمسة أيام؛ فيدخلون من على منذ، كأنهم يريدون بها الدلالة على ابتداء الغاية، وهو نفس المعنى الذي تدل عليه منذ؛ فالصواب حذف إحداهما.
ويقولون: صلح الشيء تصليحا - خلاف أفسده - فاصطلح، وكلاهما خطأ؛ لأن الأول لم يرد في اللغة أصلا، والثاني من أفعال المشاركة؛ يقال: اصطلح الخصمان؛ أي: تصالحا، وليس في شيء من معنى الصلاح الذي هو ضد الفساد، والصواب أصلحه إصلاحا فصلح هو صلاحا وصلوحا؛ لأن الثلاثي إذا كان لازما استغني به عن مطاوع مزيده. ومنهم من يقول في مطاوعه انصلح، وكأنها لغة من يقول في ضده: انفسد مما تقدم الكلام فيه قريبا، وقد ورد من هذا قول عبد المحسن الصوري من شعراء اليتيمة:
أما انصحلت للمال منك طوية
فتصلحه حتى متى أنت حاقد
অজানা পৃষ্ঠা