Love of the Messenger Between Following and Innovation
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
প্রকাশক
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤١٤هـ
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
ومع كون الرسول ﷺ بشرا، إلا أن الله ﷿ هيأه تهيئة خاصة تتناسب مع هذا الأمر العظيم الذي اصطفى له. فكمله في الخلق والخلق، فكان رسول الله ﷺ أكمل البشر في كافة الجوانب البشرية، كما كان أكملهم عبودية لربه وقياما بحقه. فكمال الرسول ﷺ في عبوديته التامة لربه ﷾.
لأجل هذا وصفه الله بالعبودية في أكمل مقاماته وأرفع درجاته ﷺ، فقال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: ١] (١) وقال تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم: ١٠] (٢) وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا﴾ [الكهف: ١] (٣) وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن: ١٩] (٤) .
فمنزلة العبودية لله هي أرقى درجات الكمال البشري، لأن الله إنما خلق الخلق لعبادته، وأكمل الخلق قياما بهذا الأمر أتمهم عبودية له، ولا يصدق هذا في المقام الأول إلا على الأنبياء والرسل، وأكملهم محمد ﷺ الذي أكمل الله له مقام العبودية. فلم يختر عليه ما سواه لعلمه بعظم هذه المنزلة عند ربه. فقام رسول الله ﷺ بحق هذه العبودية أتم قيام، فدعا الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، وأخرجهم من العبودية لأهوائهم وشهواتهم إلى العبودية لله رب العالمين، كما صان مقام عبوديته لربه من كل ما يفسده أو يضعفه.
وأعلم أمته أن منزلته الحقيقية هي العبودية والرسالة فقال فيما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس وفيه (. . . «أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ﷿» (٥) .
_________
(١) سورة الإسراء، آية (١) .
(٢) سورة النجم، آية (١٠) .
(٣) سورة الكهف، آية (١) .
(٤) سورة الجن، آية (١٩) .
(٥) مسند الإمام أحمد بن حنبل. المكتب الإسلامي ودار صادر، بيروت ١ / ١٥٣، ٢٤١، والحديث صحح إسناده ابن عبد الهادي.
انظر الصارم المنكي في الرد على السبكي. محمد بن أحمد عبد الهادي ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، ص٢٨٨.
1 / 19