وصدر كتاب لوركا تحت عنوان «انطباعات وصور
Impresiones y Paisajes »، فأحدث ضجة لا لدى الجمهور، ولكن لدى أعضاء ندوة «الركن الصغير»، الذين رأوا في كتاب يصدره أحد زملائهم مدعاة فخر للجماعة كلها، وقد أهدى المؤلف كتابه لأستاذه الموسيقي الراحل «أنطونيو سيجورا»، فكان رمزا مزدوجا يعبر عن إخلاصه وحبه لأستاذه، وكذلك حبه وشغفه بالموسيقى.
ومقالات الكتاب كتبت بروح بلاغية رومانسية، يبدو فيها واضحا تأثير إمام الرومانسيين الإسبان «بيكر» في قطعه النثرية، وقد سطرت بروح شاعرية وحس غنائي دفاق، يعبر عن حب الشاعر لمواطن الجمال في وطنه، ولكن الكتاب لم يلق رواجا، إلا أنه كان دافعا مشجعا للشاعر المبتدئ أن يرى إنتاجه الأول مطبوعا ومنشورا، ورغم أن لوركا كان يشير إليه بعد ذلك في رنة اعتذار عن روح البلاغة الطلابية التي تشيع فيه، إلا أن أجزاء منه كانت ترد دائما في طبعة الأعمال الكاملة للشاعر.
وبعد فترة وجيزة من صدور هذا الكتاب، ثبتت أقدام الشاعر في عالم النشر، ذلك أن مجلة «الرواية القصيرة» التي تصدر في مدريد، أخرجت عددا خاصا عن الشعر الإسباني الحديث، كان من بينها قصيدة للوركا بعنوان «موال الساحة الصغيرة»، ورغم أنها لم تكن أول قصيدة يكتبها لوركا، فهي أول قصيدة تنشر له، وكان نشرها بعد نشر كتابه الأول عاملا هاما أقنعه بأن حياته ليس لها إلا طريق واحد، طريق الفن والأدب، وتندرج تلك القصيدة المبكرة في فئة حنينه إلى مسارح طفولته وذكريات حياته في الريف :
الأطفال (يغنون) :
في الليل الهادئ
يا للغدير الصافي
والنبع الرقراق!
الأطفال :
ماذا يخبئ فؤادك الإلهي البهيج ؟
অজানা পৃষ্ঠা