ولم يعد يحتمل رفضها، فقام نصف قومة ومال نحوها، فهتفت: لا! - أنا بابا.
فرفعت عينيها إلى عليش سدرة مستغربة، فقال سعيد بإصرار: أنا بابا، أنا، تعالي!
فتأبت واشتد ميلها إلى الوراء، جذبها نحوه بشيء من القوة؛ صرخت، ضمها إلى صدره فدافعته باكية، ومال نحوها ليلثم - رغم هزيمته ويأسه - فاها، أو خدها، ولكن شفتيه لم تلثما إلا ساعدها المتحرك في عصبية غير راحمة. - أنا بابا، لا تخافي، أنا بابا!
وأفعمت رائحة شعرها روحه بذكرى أمها؛ فتقبضت أساريره، وازدادت البنت مدافعة وبكاء، حتى قال المخبر: على مهلك، البنت لا تعرفك!
فتركها تجري يائسا، ثم اعتدل في جلسته وهو يقول بغضب: سوف آخذها!
ومضت هنيهة صمت قبل أن يقول له بياظة: هدئ نفسك أولا!
فقال بإصرار: لا بد أن تعود إلي!
فقال المخبر بحدة: دع القرار للقاضي!
ثم التفت نحو عليش متسائلا: نعم؟!
فقال عليش: الأمر لا يخصني في شيء، ولكن أمها لن تفرط فيها إلا بالشرع!
অজানা পৃষ্ঠা