وتوثب يصارع الانتظار ولكن لم يطل به الانتظار، فما لبث أن لاح شبح يسرع في الظلام آتيا من ناحية الهضبة نحو رأس الغابة، ولما لم يعد بينه وبين بدء الطريق إلا متر اندفع سعيد من مكمنه مصوبا نحوه مسدسه هاتفا: قف ...
وتسمر الشبح كأنه تكهرب، وحملق في الرجل دون أن ينبس بكلمة، فقال سعيد: بياظة أنا أعرف أين كنت؟ وماذا فعلت؟ ومقدار ما تحمل من نقود!
فوضح تنفس الشبح كالفحيح، وندت عن ذراعه حركة خفية مترددة، سرعان ما همدت، وغمغم: فلوس العيال!
فلطمه على وجهه لطمة زادت الليل سوادا في عينيه، وقال بنبرات منطلقة: ألم تعرفني يا بياظة الكلب؟!
فهتف بياظة: من؟ .. عرفت الصوت ولكني لم أصدق .. سعيد مهران؟! - لا تتحرك، ستقتل عند أول حركة! - أنت تقتلني؟ لم؟ ليس بيننا عداوة!
فمد سعيد يده إلى صدره حتى عثر على الكيس المثقل، ثم انتزعه من مربطه بقوة وهو يقول: هذه واحدة!
فهتف بياظة بجزع: هذا مالي، ولست عدوا لك! - اخرس، لم آخذ كل ما أريد بعد! - بيننا زمالة يجب أن تحترم.
فحرك المسدس في يده وقال: إذا أردت النجاة بحياتك فخبرني أين يقيم عليش سدرة؟
فقال الرجل بتوكيد: لا أعرف ولا أحد يعرف!
فلطمه لطمة أخرى أشد من الأولى، وصاح بغضب: سأقتلك إن لم تدلني على مكانه، ولن تسترد نقودك حتى أتأكد من صدقك !
অজানা পৃষ্ঠা