ولعلك لم ترضي بي، يا أم سري؛ لأني كنت أول من طلبك، فقد تقدمني كثيرون، وكلهم من الطراز الجديد المثقف، ولكن لأني كنت أعرفهم بقدرك، وأشدهم إعجابا بك، وحبا لك، وكأن ابن الفارض يخاطبك بلساني حين قال:
ما رأت مثلك عيني حسنا
وكمثلي بك صبا لم تري
نسب أقرب في شرع الهوى
بيننا من نسب من أبوي
ولقد كانت حياتنا الزوجية على ما كان يعترضها من فترات فراق وقلق، رواية جميلة، بل أوبرا مستمرة، بل عيدا سعيدا، بل مثلا أعلى في السعادة. ولولا أني أجل نفسي عن السخف لقلت: إن الناس حسدونا يا سلطانة، ودعوا بأن نغص فقال الدهر: آمين. (21) كلمات
1
كل ما ندعيه من حب على اختلاف أنواعه ودرجاته ليس صحيحا. يموت أعز الناس على الناس، فلا يعدو ما يجدونه من الحزن لموتهم ما يجدونه من الحزن لضياع أداة من أدوات ترفهم، أو لخسارة ضئيلة تحل بتجارتهم؛ بل قد تجد من الناس من إذا خسرت تجارته، أو أضاع منصبا عاليا كان يشغله، جن، أو انتحر، أو مات كمدا.
إذا كانت هذه قيمة الناس عند الناس، فيا موت زر!
2
অজানা পৃষ্ঠা