82

دروس الشيخ محمد الدويش

دروس الشيخ محمد الدويش

জনগুলি

ينبغي أن يوجه الشباب إلى ما يحسنونه حسب استعداداتهم بعد ذلك ننتقل إلى نقطة مهمة جدًا وهي المقصودة من هذه المحاضرة، وقد نكون أطلنا الشق الأول في العنصر الثاني لكن أطلنا قصدًا حتى يكون عندنا القناعة وبعد ذلك تكون النتائج سهلة لنستنبطها منها؛ لكن عندما لا يسلم لك بالمقدمة لا يمكن أن يسلم لك النتيجة، فنقول: أولًا: ينبغي أن لا نسلك بالشباب طريقًا واحدًا، فالناس كما سبق لهم استعدادات تختلف وطاقات متفاوتة، وكل إنسان له طبيعة خاصة وطريقة خاصة في التفكير وطريقة في العمل، وشخصية مستقلة عن شخصية الآخر، وكذلك قدرات تختلف عن قدرات الآخرين. وأيضًا في المقابل نحن نحتاج إلى سد عدة ثغور، ومن هنا فلا يسوغ أن نربي الشباب جميعًا في إطار واحد وقالب واحد، فمثلًا أن نطالب الشباب جميعًا أن يكونوا طلبة علم، فنقول: إما أن تتوجه للعلم فتقرأ وتحضر الدروس وتتفقه وتحفظ، وإلا فأنت إنسان غير مرغوب فيك وإنسان غير قادر أن تقدم أي خير للإسلام والمسلمين، فهذا الأمر ما تم على وقت أصحاب النبي ﷺ، ألم يكن من أصحاب النبي ﷺ مثلًا من كان مجاهدًا وكان دون سائر أصحاب السنن في الفقه والعلم وقراءة القرآن والحفظ، ألم يكن فيهم من كان يؤدي هذا الدور والدور الآخر، ومن كان يتفرغ للعلم ويتفرغ لهذا الميدان؟ فإذا تفرغ هؤلاء مثلًا لهذا الميدان وتحصيل هذا الميدان، فإننا لن نفلح؛ لأن هناك ناسًا غير مؤهلين أصلًا لهذا البناء، ثم يحصل أن تبقى ثغور تحتاج إلى من يسدها. إذًا: فلا يسوغ أن نسلك بالشباب هذا المنهج وهذا المسلك، أو أن نريد أن نحول الشباب كلهم إلى وعّاظ، أو نحول الشباب إلى مربين، أو إلى أي ميدان من الميادين. فيجب أن يكون هناك إطار عام للتربية لكن يبقى جانب يراعى فيه ويتعاهد فيه -كما قال ابن القيم - حال هذا الشاب وينظر إلى ما هو متوجه له فيسار به إلى هذا الطريق ما دام مأذونًا فيه شرعًا، والأبواب المأذون فيها شرعًا أبواب كثيرة وواسعة لن تضيق عنا هذه الأبواب والمسالك، بل لعلنا لا نستطيع أن نأتي عليها ونسدها فضلًا عن أن تضيق عنا.

3 / 16