دروس الشيخ محمد الدويش

মোহাম্মদ আল-দুইশ d. Unknown
20

دروس الشيخ محمد الدويش

دروس الشيخ محمد الدويش

জনগুলি

خير مجال يحسنه الطالب الأمر السادس: أن هذا هو -وهي قضية مهمة- خير مجال يحسنه الطالب: فكثيرًا ما يقول الشاب: أنا شاب صغير السن، وقدراتي محدودة، فنقول: يا أخي! لا نطالبك بحل مشاكل المسلمين، وإن كنا نطالبك أن تتفاعل معهم، ولا نطالبك بأن تنكر المنكرات العامة وتقف في وجهها، وإن كنا نطالبك أن يكون لك دور فيها. لكن أظن أن المجال الذي تستطيع أن تحسنه وتؤثر فيه هو مجال مدرستك، مهما كنت صغيرًا أو جاهلًا، فزملاؤك تستطيع أن تؤثر عليهم، وتستطيع أن تقدم لهم الكثير، فهذا خير ما تحسن، فابذل جهدك -يا أخي- وطاقتك في خير ما تحسن، وضع الأمر في نصابه حتى تنتج، وحتى تستغل طاقتك فيما تحسن، فأظن أن خير ما تحسن وأفضل ما تنتج فيه هو هذا الجو المدرسي. أنا أستغرب من كثير من الشباب حين تجده شابًا طيبًا وخيرًا وغيورًا ومستقيمًا، ومع ذلك فإن معه ثلاثين أو خمسة وثلاثين طالبًا في الفصل، وستمائة طالب في المدرسة، فأحيانًا وبدون مبالغة تجد أن هذا زميله في الفصل ثلاث سنوات ولم يسمع منه كلمة واحدة، ولا حتى نصيحة. أين الدعوة التي تسألنا دائمًا وتقول: ما دوري في الدعوة؟ وما الذي يدعوك مثلًا أن تحضر محاضرة أو تشتري كتابًا، أو تحاول أن تتفاعل مع قضايا الدعوة؟ إنها تلك الروح التي كانت تدعوك لأن تتفاعل مع المسلمين في بورما، ومع المسلمين في يوغسلافيا وفي الصومال، وتسأل عن أخبارهم، وتقرأ ما يتعلق بأمورهم، وتتبرع لهم، هذه الروح لا نريد أن نقضي عليها، فنريدها أن تبقى، لكن نريدها أن تساهم في أن تدفعك إلى هذا الإنسان الذي تراه كل يوم، وتراه خمسة أيام في الأسبوع، وتبقى معه ست ساعات لسنوات عديدة، ومع ذلك لم تقدم له خيرًا، أليس هذا أولى الناس بك؟

1 / 20