106

دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود

دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود

জনগুলি

حكم الذهاب إلى الكهنة السؤال لو ذهب شخص إلى أحد الكهنة لكي يخبره عن المولود القادم له هل هو ذكر أو أنثى، وما ذهب إلا حبًا للاستطلاع، لكنه لا يصدق ما يخبر به، فما حكم ذلك؟ الجواب ورد في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: (من أتى كاهنًا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، وفي بعض الروايات: (من أتى كاهنًا) بدون (فصدقه)، فإتيانه حرام لا يجوز لأمور. أولًا: لأن فيه تكثيرًا لسواده وتعظيمًا له. ثانيًا -وهو الأخطر-: اعتقاد أنه يعلم الغيب، وإلا لما ذهبت إليه، فلماذا لم تذهب إلى غيره لتقول: هل مولودي ذكر أو أنثى؟ إذًا ما ذهب إلى هذا الكاهن إلا وهو يظن أنه ربما يصدق في قوله، ونحن نعلم أن الكهنة في الجاهلية كانوا يسترقون السمع، يركب الجن فوق بعض حتى يصلون إلى السماء فيسمعون الوحي، فإذا سمعوا به ربما قيل: يؤمر السحاب بأن يمطر بلد بني فلان في يوم الثلاثاء. فأحيانًا يدركه الشهاب فيحرقه، وأحيانًا يبلغه قبل أن يدركه، فتصل إلى الكاهن فيقول الكاهن: يوم الثلاثاء سيأتي مطر لبني فلان. قال ﷺ: (فيضيف إليها تسعًا وتسعين كذبة)، وكل الكذبات يتبين كذبه فيها، لكن لأنه صدق في تلك المرة تتعلق النفوس به، فيقال: ألا ترون أنه صدقنا في يوم كذا. لكن بعد ذلك حرست السماء، فلا مجال لاستراق السمع أبدًا، أي أنه لا مجال لأي إنسان مهما بلغت قدرته أن يطلع على الغيب، لكن أن يطلع على ما يمكن أن يطلع عليه بالأسباب هذا أمر لا شيء فيه، لكن أن يطلع على الغيب لا يمكن أبدًا، مهما كان: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل:٦٥]، فمن أتى كاهنًا فهو ضعيف الإيمان في هذا الجانب.

4 / 15