دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
জনগুলি
خشية الله ناتجة عن العلم به
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإن من قيم الإيمان التي ينبغي أن يتحلى بها كل مؤمن: خشية الله ﷾، فهو أهل للخشية، ومن حقوقه على عباده أن يخافوه وأن لا يشركوا به شيئًا، وذلك مقتض لتمام معرفته، فمن عرف الله تعالى خافه، وقد بين الله ﷾ سر هذه الخشية، فربطه بالعلم، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:٢٨]، والمقصود بذلك معرفة الله، فمن كان أعرف بالله تعالى كان له أخشى.
ومن هنا قال أهل العلم: ما عصي الله إلا عن جهل به أو بشرعه، فالمعصية لا تكون إلا عن جهل: إما عن جهل بالله تعالى، فتجعل الناس يتجاسرون على الله لجهلهم به، فيأمنون مكره ﷾، ويجهلون ما لديه من الأخذ الوبيل والأخذ السريع، فيكون ذلك سببًا لتجاسرهم على المعصية.
وإما لجهل بشرعه بأن لا يعرف الإنسان أن الشارع قد حرم هذا الأمر أو أوجبه، فيهون عليه ذلك الأمر لظنه أن الشارع لم يعلق به تكليفًا.
5 / 2