205

Lessons by Sheikh Muhammad Hassan Abd Al-Ghaffar

دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار

জনগুলি

ما حدث بين أبي بكر وعمر من خصومة وموقف النبي منها إن الفاروق عمر بن الخطاب والذي قال فيه ابن مسعود: لم نعرف العزة إلا بعد إسلام عمر ﵁ وأرضاه، والذي نظر إليه النبي ﷺ فقال: (إذا سلك عمر فجًا سلك الشيطان فجًا آخر) والذي كان يسير في الطريق فظهر له شيطان، فتصارعا فصرعه عمر ﵁ وأرضاه، فهو أشد الأمة في الحق وفي الدين، ومع ذلك لما حدث أمر بينه وبين أبي بكر، أراد النبي ﷺ أن يعلم الأمة أن منزلة أبي بكر لا تدانيها منزلة. كانت بين أبي بكر وبين عمر مشادة وأغلظ أبو بكر على عمر، فغضب عمر من أجل شدة أبي بكر، ثم إن أبا بكر ﵁ وأرضاه ذهب يستسمحه فلم يسمح له، فذهب أبو بكر إلى رسول ﷺ، فرجع عمر بعدما ندم، فذهب إلى بيت أبي بكر فقال: أثم أبو بكر؟ فقيل له: لا، فعلم عمر أن أبا بكر ذهب إلى رسول الله ﷺ، وكان أبو بكر قد ذهب إلى المسجد، فدخله ورفع ثوبه فظهرت ركبته، فقال النبي ﷺ -وهو ينظر إليه متعجبًا-: (أما صاحبكم فقد غامر) فقص على النبي ﷺ القصة، فغضب رسول الله ﷺ من أجل أبي بكر، ولأنه أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، وتطبيقًا لقوله ﷺ في أبي بكر: (لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل) والذي بين فيه مكانة أبي بكر عند العامة والخاصة، فلما جاء عمر نظر النبي ﷺ إليه مغضبًا، فعلم أبو بكر أنه سيشتد على عمر لا محالة، فجثا على ركبتيه شفقة عليه وقال: والله يا رسول الله لقد كنت أنا أظلم. لكن رسول الله أحب أن يبين لهذه الأمة تأصيلًا لا بد منه، وأن يطبقه واقعًا في هذه الأمة حتى تعيش في مستوى القيادة والريادة والسيادة، هذا التأصيل والهدي النبوي لابد من أن نحذو حذوه، وأن نعرف لكل إنسان قدره، وأن نضع كل إنسان في مكانه المناسب، فأراد ﷺ أن يعلن للأمة أن خلافتها في أبي بكر فقام النبي ﷺ مغضبًا على عمر وظهر ذلك في وجهه ووجنتيه، وقال: (هل تركتم لي صاحبي) مع أن عمر من أفضل أصحاب رسول الله ﷺ، بل هو وزير للنبي ﷺ، ولما مات عمر ﵁ وأرضاه قام علي يبكي ويقول: أبشر يا أمير المؤمنين، والله ما كنت أسمع رسول الله ﷺ إلا ويقول: (جئت أنا وأبو بكر وعمر، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر)، حتى أنه لما ذكر علامات الساعة كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة، قال ﷺ: (ركب رجل على بقرة) أي: حملته (فنظرت البقرة إليه فقالت: ما خلقت لهذا، إنما خلقت للحرث، فقال النبي ﷺ -وهو ينظر إلى أصحابة متعجبين من تكلم البقرة-: أنا أؤمن بذلك) -يعني: بتكلم البقرة- وأبو بكر وعمر). الغرض المقصود أن عمر له منزله كبيرة عند النبي ﷺ وكذلك أبا بكر الصديق ﵁ وأرضاه، فأراد النبي ﷺ أن يبين مكانة أبي بكر وفضله؛ تطبيقًا للهدي النبوي فقال: (هلا تركتم لي صاحبي قلتم: كذب، فصدقني وواساني بأهله وماله) فقال الراوي: والله ما وجد أبو بكر على أحد بعد هذه المقالة، وما تجرأ أحد أنه يقف أمامه ﵁ وأرضاه بعدما بين النبي ﷺ منزلته بين الناس.

19 / 6