Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh
دروس للشيخ إبراهيم الدويش
জনগুলি
الكلمة الخامسة عشرة: الابتلاء امتحان لأهل العلم
قال ابن الجوزي كلامًا نفيسًا في صيد الخاطر: (فصل: محك الحوادث): سبحان المتصرف في خلقه بالاغتراب والإذلال ليبلو صبرهم، ويظهر جواهرهم في الابتلاء، هذا آدم ﷺ تسجد له الملائكة ثم بعد قليل يخرج من الجنة، وهذا نوح ﵇ يضرب حتى يغشى عليه، ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه، وهذا الخليل ﵇ يلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة، وهذا الذبيح يضطجع مستسلمًا ثم يسلم ويبقى المدح، وهذا يعقوب ﵇ يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول، وهذا الكليم ﵇ يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التكليم، وهذا نبينا محمد ﷺ يقال له بالأمس اليتيم، ويقلب في عجائب يلاقيها من الأعداء تارة، ومن مكائد الفقر أخرى، وهو أثبت من جبل حراء، ثم لما تم مراده من الفتح، وبلغ الغرض من أكبر الملوك وأهل الأرض نزل به ضيف النقلة فقال: وا كرباه! فمن تلمح بحر الدنيا، وعلم كيف تتلقى الأمواج، وكيف يصبر على مدافعة الأيام، لم يستهول نزول بلاء، ولم يفرح بعاجل رخاء.
انتهى كلامه ﵀.
والله ﷿ يقول: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [محمد:٣١] .
8 / 21