دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي
دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي
জনগুলি
حقيقة الموت
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة والأخوات: حياكم الله في بيت من بيوت الله، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، اللهم لا تجعل فينا ولا منا ولا من بيننا شقيًا ولا محرومًا إنك على كل شيء قدير.
إخواني في الله: لقد حث رسول الله ﷺ على تذكر الموت فقال: ﴿أكثروا من ذكر هادم اللذات﴾ والله جل وعلا -أيضًا- أكثر من ذكره في القرآن؛ لأنه الخطب الفادح، وهو الذي لا تغلق دونه الأبواب، ولا تمنع منه الحصون المشيدة، إنه الموت، يقول الله ﷻ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران:١٨٥] ويقول الله جل وعلا: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء:٧٧ - ٧٨] ويقول جل وعلا: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجمعة:٨] ويقول سبحانه وبحمده: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق:١٩] ويقول سبحانه: ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة:٢٦ - ٢٩].
والموت كتبه الله على الخليقة أجمعين ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [الأنبياء:٣٥] ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٧] فيا عباد الله! اغتنموا أوقات الفضائل قبل فواتها، وتأهبوا لما أمامكم وما أنتم قادمون عليه لا محالة ألا وهو الموت.
والموت كما قال بعضهم: تبدل من حال إلى حال -من حال الحياة إلى حال الموت- وانتقال من دار إلى دار من الدور إلى القبور.
14 / 2