قال صاحبي: أولى لك، فلقد نجوت من شر هذا الجليس بفضل ذلك الجليس.
وما كدنا نأتي على هذا الحديث حتى دانينا فتى يتوكأ على عصا وهو لا يكاد يحمل بعضه بعضا من فرط الهزال، وما تنطق به معارف وجهه من آيات سوء الحال، يرد عن نفسه حملات الألم، وصدمات السأم، بأناشيد أودعها من الأنين، ما يعلم به الصخور كيف تلين، فاستوقف هيكله أبصارنا، واسترعى صوته أسماعنا، فإذا به يغني هذه الأبيات:
لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت
حواشيه حتى بات ظلما منظما
تمن علينا اليوم أن أخصب الثرى
وأن أصبح المصري حرا منعما
أعد عهد إسماعيل جلدا وسخرة
فإني رأيت المن أبكى وآلما
عملتم على عز الجماد وذلنا
فأغليتم طينا وأرخصتم دما
অজানা পৃষ্ঠা