ففكر مليا، ثم تساءل: ألست قادرا على حمايتهما؟!
وقالت شهرزاد لنفسها: إن هذا الرجل لم يكن يشغله إلا ضرب الأعناق، وما زال شيطانه ذا سطوة لا يستهان بها، ولكنه لم يعد يستأثر به.
24
وقالت شهرزاد لأمها المقيمة في السراي بعلة رعاية دنيازاد في مرضها: ثمة خارقة من الخوارق تطالبنا بمزيد من الحكمة.
فتنهدت الأم قائلة: لا يصلح قلبي لتلقي الحوادث الجديدة. - أمي، لقد تجلت حقيقة صاحب الحلم!
ففغرت المرأة فاها، ثم تمتمت: لا تحدثيني عن الأحلام. - ما هو إلا نور الدين بياع الروائح العطرية.
وقصت عليها مغامرة السلطان بحروفها .. عند ذاك قالت الأم بذهول: ما في وسع مثله أن يتسلل بليل إلى سراي السلطان. - لو صح ارتيابك يا أمي لهان عليها أن تهرب معه. - ولكن ما الفائدة؟ أختك زوجة شرعية لكرم الأصيل، والكارثة تقترب ساعة بعد أخرى. - وسوف ينادي المنادون بالحكاية، ولا يبعد أن تنكشف حقيقتها.
فزفرت الأم قائلة: الخطر يدهمنا. - هي الحقيقة المرعبة. - هل ننتظر كالمطروح فوق النطع؟
فقالت شهرزاد باضطراب: إني خائفة، على دنيازاد وعلى نفسي أيضا، لا أمان للسفاك، إن شر ما يبتلى به الإنسان أن يتوهم أنه إله. - إنه كالموت، لا مفر منه. - يتراءى لي أحيانا أنه يتغير. - أبوك يقول ذلك أيضا. - لكن ماذا يدور بداخله؟ .. ما زال في نظري لغزا غامضا لا أمان له.
فقالت الأم بقلق: قد تعجبه الحكاية وهي بعيدة، أما أن تقتحم داره وتتعامل معه فشيء آخر، قد تعاوده وساوسه. - وينقلب شيطانا كما كان أو أفظع. - وما ذنبك أنت؟ - أرى أن نشرك دنيازاد في همومنا. - إني أشفق من ذلك كل الإشفاق. - إلام نهرب من الحقيقة وهي تطوقنا؟
অজানা পৃষ্ঠা