ولكن عن الكابوس تولدت آثار حقيقية فانفجر فيها الفزع .. واكتشف سليمان الزيني سرقة نقوده .. وجاء خليل فارس كبير الشرطة .. وكتمت قوت القلوب خبر الكابوس .. وأطبقت عليها فكرة الموت.
8
حافظ على حياته اليومية نهارا، ولم يتخلف عن مقهى الأمراء .. وردد كثيرا في نفسه: رحمك الله يا فاضل صنعان .. كنت فتى طيبا مثل علاء الدين وأفضل.
وصادفه المجنون في تجواله، فقدم له بعض الحلوى كعادته معه، ولكن المجنون لم يمد يده هذه المرة ومضى لسبيله وكأنه لم يره .. ارتعب وحامت حوله المخاوف كالذباب .. المجنون لم يتغير لغير ما سبب .. لعله شعر بالشيطان وراء جلده .. غمغم: علي أن أخشى المجنون.
فرأى الآخر صاحب الطاقية يبتسم إليه مشجعا ويقول: صدقت، وليس هو الوحيد الجدير بالخشية.
فقطب صنعان وشعر بذل، ثم قال بحدة: دعني وشأني.
فقال بهدوء: اقتل المجنون، لن يشق عليك ذلك. - لا تقترح علي؛ فلا يدخل ذلك في الاتفاق. - يجب أن نصير أصدقاء؛ لذلك أنصحك أيضا بأن تقتل البلخي ذلك الشيخ المخرف. - لسنا أصدقاء، ولن أفعل شيئا إلا بمحض حريتي. - أسلم بهذا تماما، ولن تندم، إنك تتعذب بحكم تغيير العادة، ولكنك ستبلغ الحكمة الباهرة وتفهم الحياة كما ينبغي لك.
فصاح فاضل: إنك تسخر مني. - أبدا .. إني أحرضك على قتل أعدائك قبل أن يقتلوك.
فقال بقرف: دعني وشأني.
9
অজানা পৃষ্ঠা