فأجاب صوت آخر: أيها الغرباء، إنكم بحضرة مولانا السلطان شهريار، فأدوا له تحية الملك، واحمدوا الله على حظكم السعيد.
عقدت الدهشة ألسنة الرجال الثلاثة .. أي سلطان؟ وأي شهريار؟ وتجمدوا في ذهولهم فلم تند عنهم حركة .. عند ذاك صاح صاحب الصوت الثاني: التحية يا غرباء.
أفاق شهريار من ذهوله .. صمم على خوض التجربة حتى نهايتها .. سرعان ما انحنى أمام السلطان المزعوم فتبعه في الحال دندان وشبيب رامة .. قال: نضر الله وجه أمير المؤمنين وأطال عمره وأدام عهده ..
تبعوه ضمن الحاشية حتى جلس على عرش تحت مظلة في أعلى السفينة، فاتخذوا مجالسهم فوق وسائد مطروحة على فسحة منبسطة فيما أمام العرش .. وأقلعت السفينة في جو ربيعي تحت بسمات النجوم الساهرة.
3
رست السفينة إلى شاطئ جزيرة .. استقبلها الحرس بالمشاعل .. همس شهريار الحقيقي في أذن دندان: إنها لمملكة جديدة ونحن نيام! - لعله الحشيش يا مولاي؟ - ولكن مم ينفقون على هذه المظاهر الباذخة؟
فقال الوزير بقلق: عما قليل تنطق الحقيقة بلسانها الخفي.
دخلوا سرادقا مثيرا، فوجدوا سماطا حافلا بالأطعمة والأشربة في انتظارهم .. تحلقه جمع غفير من رجال المملكة، فأصابوا من الطعام حتى شبعوا، ومن الشراب حتى توهجت أرواحهم بالنشوة والبهجة .. وأنشدت جارية من وراء ستار:
لسان الهوى في مهجتي لك ناطق
يخبر عني أنني لك عاشق
অজানা পৃষ্ঠা