লাওয়াকিহ আনওয়ার
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
প্রকাশক
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
প্রকাশনার বছর
1315 هـ
ما ذكر إلى أن قالت: إني لاستحي أن أسأل الدنيا ممن يملكها فكيف ممن لا يملكها.
ومنها حياء الواجب كما روي أن عائشة رضي الله عنها أثنت على نساء الأنصار بقولها: " إنهن لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصفرة والكدرة يعني مص دم الحيض " ومنها حياء الحرمة كما روي أن أبا موسى الأشعري قال لعائشة: إني أريد أن أسألك عن أمر وأنا أستحي أن أسألك عنه فقالت: سل ما كنت سائلا عنه أمك فقال: إن الرجل يجامع أهله ولا ينزل أفعليه غسل فقالت: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم واغتسلنا ".
ومنها حياء الرحمة كما روي في الحديث: " إن الله يستحي من ذي الشيبة أن يعذب بالنار ". ومنها حياء الغرور كقول أبي الدرداء رضي الله عنه لأهل حمص ألا تستحيون من ربكم تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتؤملون ما لا تدركون.
ومنها حياء المعرفة كما رأى بعض الصالحين في منامه قائلا يقول: يا أهل البصرة يا أشباه اليهود كونوا على حياء من ربكم.
ومنها حياء الإيمان كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحياء من الأيمان الحياء في الجنة، ومنها حياء الزينة كما روي في الحديث: " ما كان الرفق في شيء إلا زانه.
ومنها حياء الخير وهو قوله صلى الله عليه وسلم: وقد سئل عن الحياء فقال: " الحياء خير كله خير للدنيا وللدين " وكان رضي الله عنه يقول: إذا ابتليت بمعاشرة الناس، ومجالستهم فاحذر ثم احذر لا يحفظ عليك فعل تسقط به عن عين الله تعالى، وعين من يسمعك بترك الأدب، وكان رضي الله عنه يقول: باب الله مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها فأي وقت دفعت فيه إلى هفوة أو شيء لا يحبه الله منك فارجع إلى الله تعالى فإنه أولى بك، وآمل أنه يقبلك بفضله، وكرمه رضي الله عنه.
ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن المولد
رحمه الله تعالى
هو من كبار مشايخ الرقة وفتيانهم، ومن أحسنهم سيرة صحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي، وإبراهيم بن داود القصار الرقي كان رضي الله عنه يقول: من تولاه رعاية الحق أجل ممن تؤدبه سياسة العلم.
قلت: لأن رعاية الحق تعالى تصيره سالما من العلل التي تنقصه بخلاف رعاية العلم، فلا يخلص صاحبها من ورطة إلا وقع في أخرى فمن تولته رعاية الحق حكم من يسلك على يد شيخ، ومن تولته رعاية العلم حكم من يسلك بنفسه من عير سيح والله أعلم.
وكان رضي الله عنه يقول: خلقت الأرواح في الأفراح فهي تعلو أبدا إلى محل الفرح من المشاهدة، وخلقت الأجساد من الاكماد فهي لا تزال ترجع إلى كمدها من طلب الشهوات الفانية، والاهتمام بها.
وكان يقول: من قال به أفناه عنه ومن قال منه أبقاه له ثم أنشد:
لولا مدامع عشاق، ولوعتهم ... لبان في الناس عز الماء والنار
فكل نار فمن أنفاسهم قدحت ... وكل ماء فمن دمع لهم جاري
وكان يقول: من آداب الفقراء في الأكل أن لا يمدوا أيديهم إلى الأرفاق إلا في وقت الضرورات ثم يأكلون بقدر سد الرمق، ولو كان هناك طعام كالجبال، ويتركون الباقي لغيرهم، وكان رضي الله عنه يقول: من قام إلى أوامر الله بنفسه كان بين قبول ورد، ومن قام إليها بالله كان مقبولا بلا شك، وكان رضي الله عنه يقول: الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء، والحجب بعد الكشف من السكون إلى الأحوال، وكان يقول: نفسك سائرة بك، وقلبك طائر بك فكن مع أسرعهما، وصولا، وأنشدوا في ذلك:
فسيرك يا هذا كسير سفينة ... بقوم جلوس، والقلوع تطير
رضي الله عنه.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري
رضي الله تعالى عنه
صاحب سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه وراوي كلامه لا ينتمي إلى غيره من المشايخ، وكان من أهل الاجتهاد، وطريقته طريقة أستاذه سهل، وله بالبصرة أصحاب ينتمون إليه، وإلى ولده أبي الحسن أيضا، وكان رضي الله عنه يقول: من أطاق التوكل فالكسب غير مباح له بحال إلا على وجه المعاونة دون الاعتماد عليه فإن التوكل حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكسب سنته، ومن ضعف عن حال التوكل التي هي حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليكتسب لئلا يسقط عن درجة سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما سقط عن درجة حاله، وقيل له بم تعرف الأولياء رضي الله عنه في الخلق؟ فقال بلطف لسانهم، وقبول عذر من اعتذر إليهم، وكمال الشفقة على جميع
পৃষ্ঠা ৯৯