লাওয়াকিহ আনওয়ার
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
প্রকাশক
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
প্রকাশনার বছর
1315 هـ
وكان رضي الله عنه يقول: من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب من ادعى خشية الله تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذاب، ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله في طاعة الله فهو كذاب، ومن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم من غير محبة الفقر فهو كذاب، وأرسل عصام بن يوسف رحمه الله شيئا إلى حاتم فقبله فقيل له لم قبلته فقال رأيت أن في قبوله ذل نفسي وفي رده عزها وكان يقول: مررت براهب فقال لي: من أين أنت فقلت من بلخ فقال: مع من كنت تجلس فقلت كنت أجالس شقيقا البلخي فقال: أيش سمعته يقول: فقلت سمعته يقول لو أن السماء من نحاس والأرض من حديد فلا السماء تمطر قطرة، ولا الأرض تنبت حبة، وكان عيالي ملء ما بين الخافقين، لم أبال فقال الراهب هذا رجل سوء لا ينبغي الجلوس إليه فقلت لم فقال: لأنه يفكر فيما لم يكن كيف لو كان إنما ينبغي له أن يفكر فيما كان كيف كان لا تجالسه فإنه فاسد الفكر.
ودخل حاتم محمد بن مقاتل عالم الري يعوده فرأى داره واسعة وفرشه وطيئة وغلمانا وخدما بين يديه فلم يسلم عليه وقال له يا محمد بمن اقتديت في بناء بيتك هذا وفرشك هذه وأمتعتك هذه أنا لنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة، والصالحين أم بفرعون ونمروذ فسكت محمد فقال حاتم يا علماء السوء إنما مثلكم مثل الجاهل المتكالب على الدنيا الراغب فيها لا مثل العلماء العاملين بل أنتم فساد للعامة يقولون: إذا كان هذا محمد العالم على هذا الحال فأنا تبع له فازداد محمد بن مقاتل مرضا على مرضه من كلام حاتم رضي الله عنه، ثم قال حاتم رضي الله عنه لمحمد أنا رجل أعجمي أريد منك أن تعلمني كيف الوضوء للصلاة فقال له توضأ، وأنا أنظر فغسل حاتم ثلاثا في المضمضة والاستنشاق فلما جاء يده اليسرى غسل يده أربعا فقال له: أسرفت في غسل ذراعك أربعا فقال حاتم: سبحان الله تنكر على الإسراف في كف ماء ولا تنكر على نفسك في إسرافك في جميع ما أنت فيه فعلم محمد أن حاتما إنما قصد بطلبه تعليم الوضوء هذه القضية فتنبه لنفسه وخرج من دار وغلمانه ولحق بالفقراء رضي الله عنهم أجمعين.
ومنهم أبو زكريا يحيى بن معاذ بن جعفر الواعظ الرازي
رضي الله عنه
كان أوحد وقته في زمانه، له لسان في الرجاء خصوصا وكلام في المعرفة.
أقام ببلخ مدة ثم عاد إلى نيسابور ومات بها سنة ثمان وخمسين ومائتين.
ومن كلامه رضي الله عنه كيف يكون زاهدا من لا ورع له. تورع عما ليس لك ثم ازهد فيما لك وكان رضي الله عنه يقول: على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق، وكان يقول: جميع الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف تغتم عمرك فيها مع قلة نصيبك منها، وكان يقول الزاهدون غرباء في الدنيا، والعارفون غرباء في الآخرة، وكان يقول لأصحابه اجتنبوا صحبة ثلاثة أصناف من الناس العلماء الغافلون، والقراء المداهنون، والمتصوفة الجاهلون الذين يتعبدون قبل تعلمهم فروض دينهم وكان يقول: من لم ينتفع بأفعال شيخه لم ينتفع بأقواله.
وكان يقول لا يزال دين العبد متمزقا ما دام قلبه بحب الدنيا متعلقا وكان يقول: الجوع نور، والشبع نار والشهوة الحطب يتولد منه الإحراق فلا تنطفئ ناره حتى يحرق صاحبه، وكان رضي الله عنه يقول: ليس الصوف حانوت، والكلام في الزهد حرفة، وكان يقول: الولي لا يرائي ولا ينافق وما أقل صديقا هذا خلقه وكان يقول: الولي ريحان الله في الأرض يشمه الصديقون فتصل رائحته إلى قلوبهم فيشتاقون به إلى مولاهم ويزدادون برؤيته عبادة وكان يقول: بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له ادع لي وبئس الأخ أخ تحتاج أن تعتذر إليه عند زلتك وكان رضي الله عنه يقول: العلماء العاملون أرأف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم قيل له: كيف ذلك قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة وأهوالها وكان يقول: من صحب الأولياء بصدق ألهاه ذلك عن أهله وماله وعن جميع الاشتغال فماذا صح له ذلك معهم ترقى إلى مقام الاشتغال بالله فاشتغل به عمن سواه وإن لم يصح له هذا المقام مع الأولياء لا يشم رائحة الاشتغال بالله أبدا وكان رضي الله عنه يقول: العامة يحتاجون إلى أهل العلم في الجنة كما في الدنيا فقيل له كيف فقال: يقال للعامة في الجنة تمنوا فلا يدرون ما يقولون فيقولون نرجع لأهل العلم فنسألهم فيكون ذلك تمام مكرمة
পৃষ্ঠা ৬৯