131

লাওয়াকিহ আনওয়ার

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

প্রকাশক

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

প্রকাশনার বছর

1315 هـ

هو من أجلاء مشايخ مصر المشهورين، وعظماء العارفين صاحب الكرامات الخارقة، والأنفاس الصادقة له المحل الأرفع من مراتب القرب، والمنهل العذب من مناهل الوصل، وهو أحد من جمع الله له بين علمي الشريعة، والحقيقة، وآتاه مفتاحا من علم السر المصون، وكنزا من معرفة الكتاب، والحكمة، وكان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله يقول هو شهدنا بما شاهدنا، وويل لمن كذب على الله تعالى، ومن كلامه رضي الله عنه أدركت فهم جميع صفات الله تعالى إلا صفة السمع، وكان يقول: المتكلمون كلهم يدندنون حول عرش الحق لا يصلون إليه، وكان يقول: قطع العلائق بقطع بحر الفقد، وظهور مقام العبد بعدم الالتفات إلى السوي، وثقة القلب بترتيب القدر السابق، وكان رضي الله عنه يقول: التجريد نسيان الزمنين حكما، والذهول عن الكونين حالا، وغض البصر عن الأين، وقتا حتى تنقلب الأكوان باطنا لظاهر ومتحركا لساكن فيسكن القلب بتمكين القدر على قطع الحكم، والابتهاج بمنفسحات الموارد، وانشراح الصدور بصور الأكوان مع ثبوت المقام بعد التلوين، ورسوخ التمكين فتكون السماء له رداء، والأرض له بساطا، وكان رضي الله عنه يقول: الهيبة في القلب لعظمة الله تعالى هو طمس أبصار البصائر عن مشاهدته بمن سواه حسا فلا يرى إلا بأنوار الجلال ولا يسمع إلا بسواطع الجمال وكان يقول: الرضا سكون القلب تحت مجاري الأقدار بنفي التفرقة حالا، وعلم التوحيد جمعا فيشهد القدرة بالقادر والأمر بالأمر وذلك يلزمه في كل حال من الأحوال وكان رضي الله عنه يقول: التمكن هو شهود العلم كشفا، ورجوع الأحوال إليه قهرا، والتصرف بالقادح حكما، وكمال الأمر شرعا، وكان يقول في الجوع صفاء الأسرار في استغراق الأذكار، وكان يقول: الشوق هو استغراق في مبادئ الذكر طربا ثم الغيبة في توسط الذكر شكرا ثم الحضور في أواخر الذكر صحوا فهو بين استغراق بهمة، وغيبة بزعجة، وحضور بنعشة فثلث الوقت للمشتاق استغراق وثلثه غيبة، وثلثه حضور، وكان رضي الله عنه يقول: الحياة أن يحيا القلب بنور الكشف فيدرك سر الحق الذي برزت به الأكوان في اختلاف أطوارها. وحكي أنه نزل يوما حلقة الشيخ شبح من الجو لا يدري الحاضرون ما هو فأطرق الشيخ ساعة ثم ارتفع الشبح إلى السماء فسألوه عنه فقال هذا ملك، وقعت منه هفوة فسقط علينا يستشفع بنا فقبل الله شفاعتنا فيه فارتفع، وكان الشيخ إذا شاوره إنسان في شيء يقول: أمهلني حتى أستأذن لك فيه جبريل عليه السلام فيمهله ساعة ثم يقول له: افعل أو لا تفعل على حسب ما يقول جبريل، قلت: ومراده بجبريل صاحب فعلته هو من الملائكة لا جبريل الأنبياء عليهم السلام، والله أعلم، وكان إذا قال لعامي يا فلان تكلم على العلماء فيتكلم عليهم في معاني الآيات، والأحاديث حتى لو كان هناك عشره آلاف محبرة لكلت عنه ثم يقول له: اسكت فلا يجد ذلك العامي معه كلمة، واحدة من تلك العلوم رضي الله عنه. وكان بعض العارفين رضي الله عنه يقول: لو كنت حاضرا عند وفاة الشيخ عبد الرحيم ما مكنتهم من دفنه بل كنت أتركه فوق ظهر الأرض فكل من نظر إليه نطق بالحكمة . توفي رضي الله عنه بقنا بصعيد مصر، وقبره بها مشهور يزار. ومر عليه مرة كلب فقام له إجلالا فقيل له في ذلك فقال رأيت في عنقه خيطا أزرق من زي الفقراء، وقال له مرة رجل أوصني فقال كن في الفقراء كتيس الغنم مع الغنم يعني لا ينطق مع عدم غفلته عن مصالحهم رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ أبو العباس أحمد الملثم

رضي الله تعالى عنه

هو من أجلاء مشايخ مصر، ومحققيهم قصده الناس بالزيارة من سائر الأقطار، وتأدب علماء مصر بين يديه، وكان أبوه ملكا بالمشرق، وكان له مكاشفات عجيبة في مستقبل الزمان فكان لا يخبر بشيء إلا جاء كما قال: ويقول: أنا ما أتكلم باختياري، وكان يقف يتمنى فإن أعطوه شيئا تصدق به على الفقراء، وكان الناس مختلفين في عمره فمنهم من يقول هذا من قوم يونس عليه السلام، ومنهم من يقول إنه رأى الإمام الشافعي رضي الله عنه وصلى خلفه بمصر، ومنهم من يقول إنه رأى القاهرة وهي أخصاص قال الشيخ عبد الغفار القوصي رضي الله عنه فسألته عن ذلك فقال عمري الآن نحو أربعمائة سنة، وكان أهل مصر لا يمنعون حريمهم منه في الرؤية، والخلوة فأنكر عليه بعض الفقهاء فقال يا فقيه اشتغل بنفسك فإنه بقي من عمرك سبعة أيام، وتموت فكان كما قال، وكان يلبس ما وجد فمرة عمامة صوف خضراء، ومرة بيضاء، ومرة جبة فرجية، ومرة مرقعة لا ينضبط على حال. وأنكر عليه مرة قاض، وكتب فيه محضرا بتكفيره ووضع

পৃষ্ঠা ১৩৩