============================================================
مكتبة القاهرة واعلم علمك الله من العلم الذى يدل عليك وجعلك من الدائمين بين يديه أن انتصار الحق لأوليائه ليس ذلك لأنهم طلبوه من الله، ولكن لا صدقوا التوكل عليه، وأرجعوا الأمر إليه انتصر الحق لهم، الم تسمع قوله (وكان حقا علينا نصر الؤمنين )(1) وقوله (ومن يتوكل على الله فوو حسبة }(1) ولا تقولن هم من ينتصر لنفسه متك، بل هم من ينتصر الله له فإنه الغالب الذى لا يغلب، والقادر الذى لا يعجز والقهار الذى لا قبل لأهل السموات والأرض بذرة من بلائه ولو وضع ذرة من ذرات قهره على الجبال لأذايتها.
ومعنى قول الشيخ: اتسعت المعرفة: أن المريد فى مبدأ إرادته بهمته، وفى نهايته بوجود معرفته، فإذا كان فى مبدأ إرادته توجه بصدق الهمة إلى الله لاجثا إليه فى الانتقام ممن أذاه، فينتصر الحق له لتوجهه بصدق الهمة فى طلب النصرة، ولضيق عطنه عن الصير عن تأخر الانتقام له، والعارف اتسع عليه بحر المعرفة فاتطوت همته ومشيثته وتدبيره ومشيئة الحق له وتدبيره إياه، ومن غلب عليه شهود المشيئة فاى همة تبقى له وأيضا أنه اذا تأخرت عقوبة من أذاه شهر حسن اختبار مولاه فلم يعجل له الانتصار لأنه لا يخشى عليه ما يخشى على المريد من عدم الصبر إذا أخر الانتقام له، وأيضا أن العارف لو توجه لطلب الانتقام ممن ظلعه قامت الرأفة والرحمة القائمان به لتخلقه بخلق معروف فمنعاه من الانتصار وإن كان على ذلك قادرا، وكيف ينتصر من يرى الله فعالا فيهم؟ ثم أولياء الله إذا ظلموا على طبقات: داع يدعوا على من ظلمه استشار الأذى منه الفرح واستخراج منه الاضطرار فهذا الذى لا يرد دعاؤه، ومنه قوله لكه ( واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب3.
القسم الثانى: وهم الذين إذا ظلموا لجثوا إلى الله سبحاته فى طلب النصرة وتعجيل الحسنى لهم، غير آنهم علموا أن الله يعلم السر وأخفى فرقعوا أمرهم إلى الله سرأ بسر، وهؤلاء أولى بانتصار الحق لهم لتوكلهم عليه ولارجاعهم الأمر إليه، وقد قال سبحانه وومن يتوكل على الله فهو حسبة)(1) ولقد ذكر أن امرأة كانت لها دجاجة ليس عندها غيرها وكانت تتقوت ببيضها، فجاء سارق فسرقها، فلم تدع عليه، وأرجعت الأمر إلى الله فأخذ السارق الدجاجة وذيحها ونتف ريشها فنبت جميعه بوجهه، فسعى فى إزالة ذلك (2) (الطلاق: 3) (1 رالروم: 47) (3) انظر الجامع الصحيح الختمر (864/2) رقم (2316) من حديث ابن عباس ، والجامع الصحيح للترمذى (368/4 ) وقم (2014) وقال الترمذى: صذا حديث حن حرح من حديث أبى هريرة فينه، وانظر تعجيل المتقعة بزوائد ، رجال الأنمة الأربعة (497/1) رقم (1320) ، وابن حجر فى الفتح (36113) رقم (1425) 11 ( الطلاق: 3)
পৃষ্ঠা ৮৫