============================================================
لطائف المتن زهده ف الدنيا: فيتدل على الزهد فى الدنيا بالزهد فى الرياسة، ويستدل على الزهد فى الاجتماع بأهلها، ولقد مكث فى الأسكندرية ستة وثلاثون سنة، ما أرى وجه متوليها، ولا أرسل إليه، وطلب ذلك المتولى بالأسكندرية الاجتماع به فأبى الشيخ ذلك، وقال له الزكى الأسوانى: يا سيدى متولى الأسكندرية . قال إنه يؤثر الاجتماع بك ويأخذنى فتكون شيخه، فقال الشيخ: يا زكى لست ممن يلعب به، والله إنى ألقى الله ولا برانى ولا أراه، فكان الأمر كذلك.
وكان إذا نزل بلدة وقيل له متولى البلدة يريد أن يأتيك غدا سافر هو ليلا، ولقد كان يأتى إليه متولى الثغر وناظره ومشد الدواوين بها، قليلة إتيانهم يغلب القبض عليه، ولا ينبسط الكلام كحاله في عدم حضورهم، حتى كنا نقول: ليت ذلك الكلام الذى كان فى غييتهم كان ليلة حضورهم، ولقد أتى إليه الشجاعى فى بحبوحة عزه وتمكته من السلطنة فما ألوى عليه عنان همته، ولا فوق إليه سهام عزيمته، حتى لقد بلقنى أن الزكى الأسوانى لا استعرض الشجاعى حوائجه قال الشيخ : يا سيدى اطلب منه أرضأ يزرعها أصحابك، فقال: يا زكى هذا مما لا يكون أبدا .
ومن زهده أن خرح من الدنيا وما وضع حجرا على حجر، ولا اتخذا بتانا، ولا استنتج مييا من أسباب الدنيا، ولا خلف وراءه رزقه، مع أن الزهد وصف من أوصاف القلوب، يصف بها الله قلب من أحبه، لكن له علامات تدل عليه وقال الشيخ أبو الحن : رأيت الصديق فى المتام فقال لى: أتدرى ما علامة خروج حب الدنيا من القلب؟ قلت: لا أدرى، قال: علامة خروج حب الدنيا من القلب بذلها عند الوجد ووجود الراحة منها عند الققد وقال الشيخ أبو العباس: رأيت عمر بن الخطاب فى النام، فقلت: ما أمير المؤمنين ما علامة حب الدنيا؟ قال: خوف المذمة وحب الثناء .
فإذا كان علامة حبها خوف الذمة وحب الثناء، فملامة الزهد فيها وبغضها أن لا يخاف المذمة ولا يحب الثثاء .
পৃষ্ঠা ৭৮