============================================================
2 مكتبة القاهرة شاب آنفا فقال لى: ما التوبة؟ فقلت: أن لا تنسى ذتبك، فقال: بل التوبة أن تنسى ذتبك، فما تقول أنت أبا القاسم؟ فقلت: القول عندى كما قال الشاب ؛ لأنى إذا كنت فى حال الجفاء ثم نقلنى إلى حال الصفاء، فذكر الجفاء وقت الصفاء جفاء فقال الشيخ طه كلام السرى أتم من كلامهما لأن كلام السرى يدل على مبادي المقامات، وكذلك القدوة ملزم بالكلام على مقامات العباد بداياتها ونهاياتها، وانما تأتى النهايات من البدايات والجنيد لم يكن فى ذلك الوقت بعقام أن يكون قدوة، وكذلك الشاب فتكلما على أحوال أهل الارتقاء فى نهايتها فكلامهما يخص حالهما وكلام السرى مهيع مورد السالكين، هذا معنى كلام الشيخ: وقال فى قول بعضهم لا يكون الصوفى صوفيا حتى لا يكتب له صاحب الشمال شيئا عشرين نة، ليس معنى ذلك أن لا يقع منه ذتب عشرين سنة، ولكن معناه إذا أذتب استفقر منه والملك الوكل لا يكتب السيئة حتى ينتظر العبد لعل أن يرجع أو يتوب، وكلما أراد أن يكتبها قال له ملك اليمين: لا تكتب فعسى أن يتوب إلى أن يبلغ عددا، إما لسبع واما لعشر الشك منى فحينثذ يكتبها سيئة، فلذلك جاء صاحب اليمين أمين على صاحب الشعال
পৃষ্ঠা ১২৩