লতায়েফ মাকারিফ
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
সম্পাদক
ياسين محمد السواس
প্রকাশক
دار ابن كثير
সংস্করণ
الخامسة
প্রকাশনার বছর
১৪২০ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
সুফিবাদ
وله فوائد أخر: قال الشافعي ﵁: أُحِبُّ للرجُل الزِّيادَةَ بالجُودِ في شهر رمضانَ اقتداءً برسولِ الله ﷺ، ولحاجةِ الناسِ فيه إلى مصالِحِهم، ولتشاغُلِ كثيرٍ منهم بالصَّوْم والصَّلاة عن مكاسِبهم. وكذا قال القاضي أبو يَعلى وغيرُه من أصحابنا أيضًا. ودَلَّ الحديثُ أيضًا على استحباب دراسةِ القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعَرْضِ القرآن على مَن هُوَ أحفظُ له (^١). وفيه دليل على اسْتِحْباب الإِكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.
وفي حديث فاطمة ﵍ عن أبيها ﷺ "أنَّه أخبرَها: أن جبريلَ [﵇] (^٢) كان يعارِضُه القرآن كُلَّ عامٍ مَرَّةً، وأنه عارضَه في عام وفاتِه مَرَّتين" (^٣). وفي حديث ابن عباس (^٤): "أن المدارسة بينَهُ وبينَ جبريلَ كانت ليلًا"، فدَلَّ على استحباب الإِكثار من التِّلاوة في رمضانَ ليلًا؛ فإنَّ الليل تنقطِعُ فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم (^٥)، ويتواطأ فيه القلبُ واللِّسانُ على التدبُّر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ (^٦). وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (^٧). وقد قال ابن عباس ﵄: إنَّه أُنزل جملةً واحدَةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزَّة في ليلة القدر. ويشهدُ لذلك قولُه تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (^٨)، وقوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (^٩).
(^١) في آ: "أحفظ منه" وفي ع: "أحفظ له منه".
(^٢) زيادة من ب، ط.
(^٣) قطعة من حديث أخرجه البخاري رقم (٣٦٢٤) في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام؛ ومسلم رقم (٢٤٥٠) (٩٨) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة بنت النبي ﷺ؛ وابن ماجه رقم (١٦٢١) في الجنائز: باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله ﷺ. ومعنى يعارضه: يدارسه.
(^٤) رواه البخاري ١/ ٣٠ في بدء الوحي، وفي الصوم: باب أجود ما كان النبي ﷺ يكون في رمضان، وفي بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء: باب صفة النبي ﷺ. وفي فضائل القرآن: باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي ﷺ. ورواه مسلم رقم (٢٣٠٨) في الفضائل: باب كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير من الريح المرسلة. والنسائي ٤/ ١٢٥ في الصيام: باب الفضل والجود في شهر رمضان. ورواه الإِمام أحمد في "مسنده" ١/ ٢٨٨، ٣٦٧، ٣٧٣.
(^٥) في ب، ط: "ويجتمع فيه الهم".
(^٦) سورة المزمل الآية ٦.
(^٧) سورة البقرة الآية ١٨٥.
(^٨) سورة القدر الآية ١.
(^٩) سورة الدخان الآية ٣.
1 / 315